الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعـد !
لاشك أن الاقتصاد الإسلامي أثبت بحمد الله وجوده وأهميته ودوره، حيث انطلق من مرحلة الاعتراف وإثبات الوجود إلى مرحلة الممارسة العملية فأصبح الاقتصاد الإسلامي يترجم إلى واقع ملموس ، والدليل على ذلك ما نراه من توسع وانتشار المؤسسات المالية الإسلامية المختلفة، والتي لم تقتصر على البلدان العربية والإسلامية بل امتدت إلى بلدان أوروبا وأمريكا في معاقل النظام الرأسمالي الوضعي، وفي ذلك دلالة على متانة المبادئ والأسس التي ينطلق منها هذا الاقتصاد الإسلامي، وهي من مبادئ الشريعة الإسلامية الصالحة لكل زمان ومكان.
ويعتبر التمويل بالتورق من صور الاقتصاد الإسلامي ، حيث طبقت المصارف الإسلامية أسلوب التورق وذلك أسلوب من أساليب التمويل الإسلامي وذلك في بدايات القرن الحادي والعشرون وذلك تحت مسميات كثيرة ومتنوعة ، مما جعل التورق المصرفي واحداً من الموضوعات الهامة والتي ظهرت علي الساحة المالية الإسلامية في الآونة الأخيرة وخاصة في المصارف الإسلامية بدولة الكويت.
وانطلاقا من ذلك جاء البحث الحالي لبيان التورق وأهميته في الشريعة الإسلامية وقول الفقهاء فيه من حيث اتفاقه مع أحكام الشريعة الإسلامية، فقد كثر النقاش فيه بين فقهاء الشريعة والاقتصاد المعاصرين الذين اختلفوا في آثاره الاقتصادية والشرعية ومدي العمل به في المصارف الإسلامية بالكويت.