خلق الله  الإنسان وجبله على طبائع، ولكن هذه الطبائع تحتاج إلى ضبط وتحكم، وعدم الغلو فيها، ومن هذه الطبائع طبع الغيرة عند النساء وقد أردت في هذا البحث أن أبين أن أمهات المؤمنين كانوا أكثر الناس تحكمًا في طبائعهم، وذلك من خلال قصة إحدي أمهات المؤمنين التي كان النبي  في بيتها وكانت تصنع له طعامًا ولمن معه، حتى أرسلت إحدى نساء النبي  إليه بطعام في صحفة فغارت أم المؤمنين التي كان النبي  في بيتها، فضربت بيدها الصحفة التي جاء بها الخادم من عند الأخري فسقطت الصحفة فانكسرت، فقال النبي : (غارت أمكم)، ثم أعطي الصحفة المكسورة لمن كسرتها، وجاءت من قامت بكسر الصحفة بصحفة صحيحة، ثم أرسلها النبي  إلى صاحبة الصحفة المكسورة، ولكن كثرة الروايات في هذه القصة دفعت بعض العلماء إلى القول بتعدد الواقعة أكثر من مرة، لكنني رأيت أن يكون القول بتعدد الواقعة من عدمه بناء على دراسة تفصيلية، خاصة وأن هذا الأمر يتعلق بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وقد توصلت في هذا البحث إلى أن الصحيح في هذه القصة أنها حدثت مرة واحدة فقط من أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مع أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها، ولم تتكرر.