عُني هذا البحث بدراسة تعقُّبات الإمام البُوصِيْري (ت: 840هـ) في كتابه الموسوم: بـ " إتْحاف الخِيَرة المَهَرة بزوائد المسانيد العشرة "على الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ (ت:656هـ)؛ دِراسة عِلميّة نَقديّة وِفْق منهج المحدّثين وقواعدهم في هذا المجال، محاولًا معرفة وجه الصواب فيها. وقد قمت في هذا البحث ببيان معنى التعقُّب لغًة واصطلاحًا، وبيان نشأة التعقُّبات وأهميّتها. ثُمّ ذكرتُ ترجمًة مختصرًة للإمامين الْمُنْذِرِيّ والبُوصِيْري – رحمهما الله –، وعرَّفتُ بكتاب "إتْحاف الخِيَرة المَهَرة"، وبعد مُطالعة الكتاب كاملًا، استخرجت منه تعقُّبات الإمام البُوصِيْري على الحافظ الْمُنْذِرِيّ، فبلغت تِسع تعقبات، قمت بدراستها، وتحرير القول فيها. وهذا ثمرة البحث ومقصوده. فكانت هذه الدراسة قائمة على منهج الاستقراء والتحليل، والنَّقد، وتوصّلت هذه الدراسة إلى عددٍ من النتائج أهمّها: - تنّوع التعقّبات بين ما يتعلّق بالرجال؛ كــ (راوٍ مجهول: كما في التعقُّب الأول، والتاسع. أو ضعيف: كما في التعقُّب الثالث، والسابع)، والوهم في التخريج: كما في التعقُّب الرابع، والحكم بالتفرّد كما في التعقُّب: الخامس، والسادس. والشك في سماع التلميذ من شيخه كما في التعقُّب: الثامن. وقد أسفرت الدراسة عن التسليم للبوصيري في ست تعقُّبات، ومجانبة الصواب في التعقُّب الخامس، والسادس. ومجانبة الحافظ المنذري والامام البوصيري معاً للصواب في تعقُّب واحد كما في التعقُّب السابع.