إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما مصدر التشريع, وبهما حفظ الدين وصيانته, وفي اتباعهما سعادة المرء في الدنيا والآخرة, وفي البعد عنهما الخسران والخزلان, والصحابة الكرم هم من حملوا راية هذا الدين وبلَّغُوه عن رسول الله (r), وقد عرف عنهم قوة إيمانهم, وتقواهم, وورعهم, وصدق يقينهم, وشدة حبهم لله ولرسوله, وحرصهم على دين الله تعالى, حتى تملك هذا الحب مشاعرهم, ودفعه إلى التسابق والتسارع إلى كتاب الله يأخذونه ويحفظونه ويتعلمونه, ويعملون به, وإلى سنته يحيطون بأقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته, فيقتدون به ويهتدون بهديه, ممتثلين في ذلك قوله سبحانه:﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾( ), فنالت سنته (r) عندهم مكانة عالية, ومنزلة رفيعة, في الحفظ والإتقان والعناية والضبط, وقد ساعدهم على ذلك ثلاثة عوامل رئيسة أسهمت إسهاما كبير في ملازمة الضبط والإتقان لهم في رواية الحديث, وتتمثل هذه العوامل فيما يأتي:
أولاً: المعلم: أفضل الخلق وخاتم النبيين والمرسلين محمد (r).
ثانياً: المتعلم: الصحابة الكرام رضوان الله عليم أجمعين-خير أمة أخرجت للناس-.
ثالثا: العلم المُلقى: السنة النبوية المشرفة, وفيها صلاح الدين والدنيا.