سورة الحشر من السور المشتملة على جوانب عديدة في العقيدة والعبادة ومكارم الأخلاق، لذا جاء الاهتمام بهذه السورة في وقفة تأملات يسيرة تكون قطرات من نبع، وإلا فإن أسرار هذه السورة وتأملاتها لا تحصيها هذه الوريقات المحدودة ومثلها يحتاج لمجلدات ووقفات وما اكتفينا به هنا هو مجرد إشارات، وتكمن أهمية البحث في أهمية العناية بكتاب الله عزّ وجلّ وتدبره، ولما تضمنته سورة الحشر من دروس في العقيدة والسياسة والأخلاق والاقتصاد وغيرها، وهي بالغة الأهمية في حياة المسلم، وبناء شخصيته وتهذيبه، ومساعدته في مواجهة التحديات التي يواجهها في حياته.
ولقد هدفت إلى دراسة الأحداث التاريخية التي ورد ذكرها في السورة، واستنباط القيم والأخلاق الفاضلة التي ذُكرت في السورة، وبيان أهميتها في حياة المسلم.
ولقد اتبعت المنهج الاستقرائي والتحليلي بتتبع تفسير سورة الحشر من كتب التفسير، وجمع ما ورد فيها ثم تحليلها واستخراج دروسها وعبرها، وكتابة الآيات بالرسم العثماني، وتخريج الأحاديث النبوية من مظانها.
وأخيراً توصلت لعدة نتائج منها على سبيل المثال لا الحصر: أنّ سورة الحشر مدنية بالإجماع، وأنّها مدرسة عظيمة في التعامل مع أعداء الدين لمن أراد الاتعاظ،
وتحذيرها من الركون إلى الأسباب الدنيوية والاغترار بها، وكشف ولاء المنافقين للكفار واليهود، وتأكيدها أنّ النصر والعزة لأولياء الله تعالى.