تباينت المُعالجات الصحفية المنشورة في صحيفتي "الأهرام" و"المساء" بشأن الدور الأمريكي والسوفيتي إبان تعرض مصر للعدوان الثلاثي، عام 1956، حيث اتخذت "الأهرام" موقفا محايدا إزاء السلوك الأمريكي خلال الحرب، فيما أبرزت الدعم السوفيتي لمصر قبل وأثناء العدوان. اختلفت تغطية "المساء" بتطور الأحداث، قبل بدء العدوان شنَت الصحيفة حملة مناهضة للولايات المتحدة، واتهمتها بالسعي لأن تحل محل بريطانيا في الشرق الأوسط، تجلَى ذلك في تغطياتها الخبرية، وفي مقالات رئيس التحرير، إلا أنها التزمت بنفس موقف السلطة في المرحلة الأولى من العدوان، فأبرزت الجهود الأمريكية الرامية لوقف إطلاق النار، لكن سرعان ما عادت لتبني موقفا مناهضا للولايات المتحدة، فـأكدت في تغطيتها أن "الدور الأمريكي الحقيقي في هذه المؤامرة الاستعمارية هو الاشتراك مع إسرائيل في الاعتداء على الشعب المصري، وتهديد حقوقه المشروعة في نيل حريته واستقلاله"، في المقابل ركزت الصحيفة الضوء على الدعم السوفيتي لمصر.