تناولت هذه الدراسة خطابات الرئيس السيسي في ضوء التحليل التداولي، وفقًا للسانيات الحديثة معتمدة على المنهج البنيوي، والتكاملي؛ وذلك للدمج بين التحليل النصي للخطاب والاجتماعي والثقافي والأيديولوجي؛ بالإضافة إلى تحليل الحجج البلاغية التي ركزت على المدخل العاطفي والعقلي واستراتيجيات الإقناع وتكتيكاته، وذلك بالتطبيق على خطابات الرئيس السيسي التي تم إلقاؤها في ذكرى الثلاثين من يونيو خلال العشر سنوات من 2013م حتي 2023م؛ للتعرف على ظروف إنتاج الخطاب وسياقه، وبنيته الشكلية بوصفه فعلاً اجتماعيًا يتفاعل معه المتلقي.
وتوصلت الدراسة التحليلية لخطابات الرئيس إلى عدة نتائج من أهمها؛ أنه بالوقوف على حدود الدراسة النصية لخطابات الرئيس، نجده حقق الشروط الرئيسة للخطاب في ضوء السياق المحدد له؛  ليظهر قويًا في أسماع المتلقين؛ فالخطابات من حيث الشكل اتسمت بالقوة والتأثير؛ فهو نص متكامل، كما أنّ الرئيس السيسي يحاول أن يؤثّر علی مخاطبيه ويشجّعهم نحو مطلوبه؛ لذلك يختار الاستعارة الحجاجية التي لها قوّة في التأثير مراعاة للسياق وحال متلقّيه، ومن هذا المنطلق، يعتمد أحيانًا علی الاستعارات المعروفة لدی الناس، ويجعل المفاهيم المجرّدة مادّة محسوسة، وكذلك يميل إلی الاستعارات التمثيلية مع الجامع العقلي؛ ليدغدغ العاطفة، ویحکّم العقل في البيان والاحتجاج؛ كما اعتمدت الخطابات الرئاسية للسيسي بذكري 30 يونيو على توظيف استراتيجيات بعينها؛ فقد كان الرئيس السيسي واضحا في خطاباته علي مدار العشر سنين السابقين بذكري ثورة 30 يونيو،  كما اعتاد المصريون كشف المخاطر والتحديات وهى (التصدي للإرهاب)، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له متمثلة في استراتيجيات المواجه: وتمثلت في ما احتوت عليه الخطابات من جمل وفقرات تمثل المواجهة مع قوى الإرهاب والأيديولوجيات الدينية الفاشية، وجاءت الفكرة الأساسية في معظم خطابات السيسي بذكري ثور 30 يونيو تتمحور حول(أسس وقيم الجمهورية الجديدة).