اهتمت الدراسة بالكشف عن آليات تحيز الخطاب الإعلامي المقدم حول قضايا العنف المجتمعي بالمواقع الإلكترونية العربية بالتطبيق على مواقع (العربية، سكاي نيوز عربية،القاهرة24)، على عدة مستويات تتعلق بالتحيز النوعي والتحيز الطبقي والتحيز المكاني والتحيز الثقافي في تقديم هذا الخطاب، من خلال مقارنة كمية وكيفية لخريطة العنف في عامين متتالين (يونيو  2022وحتى مايو2024) ، كاشفةً في ثناياها أيضاً عن التحيزات الأخرى الفارقة في سرد تفاصيل العنف ودوافعه بما فيها التحيزات اللغوية وتحيزات المصادر والأطر المرجعية وسمات القوى الفاعلة وغيرها من الآليات التي تشكل مجتمعة جملة تحيزات هذا الخطاب. ومن أبرز نتائجها أن المواقع غلب عليها منظور صحافة الجريمة في التعامل مع خطاب قضايا العنف فتصدرت المواد الإعلامية عن القتل أو الجنس خطاب العنف المجتمعي، لتتوارى إلى جانبها قضايا أخرى لا تقل أهمية مثل قضايا العنف الاجتماعي ضد فئات معينة بحرمانها من التعليم أو العمل وما إلى ذلك، وأن مجمل ما ينشر عن العنف في المجتمع العربي يستقى أغلبه من مصر، كما تم شخصنة قضايا العنف المجتمعي في صورة جناة وضحايا في الأغلب مع قصور الاهتمام بطرح رؤية نقدية في تقديم قضايا العنف. وكانت المرأة الطرف الحاضر في كل نوعيات الصراع ذات الصلة بالعنف المجتمعي مع التأكيد على نمطية الصورة الذهنية التي ترسم للمرأة المقهورة المغلوبة على أمرها والتي تتعرض لعنف المجتمع على كافة المستويات بدءاً من حرية السفر وحتى جرائم القتل، وينتفي معها نظرياً فرضية التحيز الثقافي في وقوع العنف ضد المرأة وكذلك التحيز الطبقي، فالعنف ضد النساء قائم وأصيل باختلاف نوعية المجتمعات في الدول النامية والمتقدمة على السواء وحتى باختلاف الطبقات الاجتماعية.