يهدف البحث إلى يان معنى الجمال ومراتبه ومعاييره من وجهة نظر إسلامية. وإبراز إسهامات بعض علماء المسلمين في إثراء الفكر الإنساني في موضوع الجمال. وبيان تفرد النظرة الإسلامية واستقلاليتها في النظر للجمال ومغايرتها للفلسفات الأخرى. وتم الاعتماد على المنهج الاستنباطي لاستخراج المعاني والمفاهيم من النصوص التي تسهم في بيان الموضوع والوصول لأهدافه. وتوصل البحث إلى نتائج مهمة منها: أن الكون مشحون بآيات الجمال التي تظهر عظمة الخالق وقدرته، وتقود إلى الإيمان به سبحانه. وأن الإسلام دعا من خلال القرآن والسنة إلى الجمال؛ وبهذا تتوافق دعوة الكتاب المسطور مع ما خُلق عليه الكون المنظور. وقد أسهم علماء الإسلام في بيان دعوة الإسلام إلى الجمال، وبينوا معناه ومغزاه ونواقضه. وأن معايير الجمال في الدين فيها حماية للمجتمع من استغلال النعم في غير ما خُلقت له كما يفعل كثير من الخلق في جعل الجمال فتنة تصد الناس عن الأخلاق الفاضلة. والإسلام يتعرض إلى حملات مجحفة تزعم بُعْدَه عن إقرار الجمال كعلم وممارسته كقيمة. ولذلك تحتاج الساحة الفكرية اليوم لإظهار قيمة الجمال في الإسلام؛ وللرد على ما انتشر عن الإسلام في وسائل الإعلام من صور وحشية تدل على ممارسات همجية صادرة عن منتسبين لهذا الدين لا يعرفون حقيقة هذا الدين ولا ما يدعو إليه من جمال في الهيئة والأقوال والسلوكيات. وتوصي الدراسة بالعمل على إبراز الجمال في الدين عقيدة وشريعة وأخلاقًا عند الدعوة إليه. فلا يدفع عن الدين مثل حسن عرضه وحسن الدعوة إليه ، وإظهار مخالفة واقع الكثير من المسلمين لتعاليم دينهم فيما يتعلق بالجمال البيئي والسلوكي والأخلاقي، وكيفية علاج ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وإدراج مقررات أو موضوعات تعنى ببيان إسهام الإسلام وعلمائه في ترسيخ علم الجمال عبر التاريخ الإنساني. وتربية الأبناء على مراعاة الجمال في القول والظاهر والباطن والسلوكيات والمشاعر أثناء أداء الشعائر الإسلامية لتحقيق الشمول في تطبيق  الشريعة الإسلامية