يُبرز هذا البحث أهمية تناول شخصية الشيخ محمد عبده، أحد أعلام الإصلاح والتجديد في عصره، والتركيز على منهجه العقلي في دراسة القضايا الخلافية بين الأشاعرة والمعتزلة. يهدف الباحث إلى استكشاف موقف الشيخ من هذه القضايا، وتسليط الضوء على دعوته إلى التسامح ونبذ الفرقة بين المسلمين، كما يتناول البحث منهج الشيخ في معالجة الخلافات بموضوعية وإعمال العقل. اعتمد الباحث على المنهج التحليلي النقدي، بتأصيل القضايا من كتب الأشاعرة والمعتزلة، وعرض أقوالهم وتحليل موقف الشيخ منها بالقبول أو الرفض. كما عُني بتوثيق النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية وترجمة الأعلام المذكورين. جاء البحث في أربعة أجزاء: مقدمة، تمهيد، مبحثين، وخاتمة. تناول التمهيد التعريف بالشيخ محمد عبده، سيرته، شيوخه، مؤلفاته، ووفاته، مع التعريف بالأشاعرة والمعتزلة وكتاب رسالة التوحيد. ركز المبحث الأول على موقف الشيخ من الخلاف حول علاقة صفات الله بذاته وأفعاله، بينما عالج المبحث الثاني قضية رؤية الله في الآخرة، مستعرضًا مواقف الفريقين ورؤية الشيخ. خلص البحث إلى أن الشيخ محمد عبده كان ذا عقلية متفتحة تدعو للتجديد الفكري، حيث تعامل مع القضايا الخلافية بموضوعية وتجرد بعيدًا عن التعصب. أكد الشيخ، خاصة في كتابه رسالة التوحيد، على إحياء روح التسامح بين المسلمين ومعالجة الخلافات بإعمال العقل ونبذ التقليد، مما يعزز الالتفاف حول نقاط فكرية مشتركة