يسعي هذا البحث إلى تسليط الضوء على أهم أصول الديانة المجوسية وعقائدها وعوائدها، ثم ينتقل إلى بيان الصلة بين تلك العقائد والعوائد وما يشبهها في عقائد وعوائد الفرقة الاثنا عشرية من مثل عقائدهم في أهل البيت والقول بعصمة الأئمة، وتقديس الأشخاص وتعظيم قبور الأئمة، والبناء عليها وجعلها مزارات ومشاهد وعمل المآتم البدعية، وذلك من خلال التتبع الدقيق للعقائد والعبادات والعوائد عندهم ، وإبراز الأثر المجوسي فيها، وقد ظهر لي من خلال هذا البحث مدى التشابه الكبير والغريب بينهما في الكثير من الجوانب العقدية والعبادية والعوائد، ولكن الغرابة تزول عندما ندرك أن أولئك الذين ركبوا مركب التشيع في الغالب هم من المجوس أنفسهم الذي راموا هدم كيان الأمة الإسلامية من خلال بدعة التشيع لآل البيت. ولقد اعتمدت بعد الله سبحانه وتعالى على كثير من المراجع المتخصصة في هذا الموضوع وأثبتها في نهاية البحث. هذا وقد توصلت إلى العديد من النتائج ، جاء من أهمها : أن فكرة التشيع لآل البيت والغلو فيهم كانت من المداخل التي استغلها مجوس الفرس في محاولاتهم القضاء على دولة الإسلام من الداخل، يدفعهم إلى ذلك عقيدة مجوسية تتمثل في غلوهم في ملوكهم الساسانيين، وهكذا صارت الغالبية العظمى ممن ركب مركب التشيع هم من أولئك المجوس الحاقدين.