تستهدف الدراسة الكشف عن مستوى إدراك القائمين بالاتصال داخل غرف الأخبار لأتمتة صناعة المحتوى واتجاهاتهم نحو تأثيرات توظيفها، والوقوف على انعكاسات الإغراق المعلوماتي على هويتهم المهنية، إضافة لرصد وإيضاح رؤية النخب والقيادات الإعلامية حول توظيف القنوات السعودية لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار، بالاستناد إلى عدد من المداخل والأطر المعرفية والنظرية من خلال تقنيات الأتمتة، وصناعة المحتوى داخل غرف الأخبار، والهوية المهنية، ومدخل الإغراق المعلوماتي، واعتمدت الدراسة في تطبيقها على أداتين للبحث، الأولى كمية من خلال أداة الاستبانة بتطبيقها على القائمين بالاتصال بالقنوات السعودية، والثانية كيفية من خلال أداة مقابلة متعمقة مع خبراء وقيادات إعلامية مختلفة.
 وتوصلت النتائج إلى أن معرفة القائمين بالاتصال بتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار كافية إلى حد ما، واستخدامهم لها بدرجة غالبًا، وحول رؤيتهم من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، يرى 83.3% منهم أنها مهمة، الأمر الذي انعكس على درجة ثقتهم فيها، إذ جاءت بدرجة عالية، وجاء مستوى إدراكهم لأهمية أتمتة صناعة المحتوى داخل غرف الأخبار، بدرجة متوسطة، وتحدد في الآنية والتحديث الفوري، وتقديم محتوى جاذب للانتباه، توفير أرشفة إلكترونية، وتزيد التفاعلية والمصداقية، وتعتمد على الوسائط المتعددة الإيضاحية وتقنية الواقع المعزز، وتساعد في شخصنة المحتوى الإعلامي وفورية رجع الصدى، وإذاعة ما يطلبه الجمهور وتحليل المحتوى المنافس، وأثبتت الدراسة وجود علاقة دالة بين تأثيرات الإغراق المعلوماتي على القائمين بالاتصال داخل غرف أخبار القنوات السعودية، ومعايير هويتهم المهنية، وأيضًا اتجاهاتهم نحو تحديات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في أتمتة صناعة المحتوى، وكذلك وجود علاقة دالة بين استخدام القائمين بالاتصال لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار وإدراكهم لأهمية أتمتة صناعة المحتوى بها.