تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تأثير الإعلام الرقمي على اللغة العربية من حيث البنية النحوية والأساليب التعبيرية، مع التركيز على التحديات والفرص التي يطرحها الإعلام الرقمي في سياق الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية. استندت الدراسة إلى منهجية تحليلية وصفية لدراسة التغيرات اللغوية الناتجة عن استخدام الوسائط الرقمية، مركزة على أنماط الكتابة والمفردات المستحدثة، وتبسيط التراكيب، واستخدام اللغة الهجينة. كشفت الدراسة أن الإعلام الرقمي يمتلك إمكانات كبيرة لتعزيز الفصحى من خلال المحتوى التعليمي والثقافي، لكنه يُعرضها في الوقت ذاته لتحديات هيمنة العامية والاقتراض اللغوي وتفشي الأخطاء النحوية، مما يُهدد الهوية اللغوية. أظهرت النتائج مرونة اللغة العربية في التكيف مع التحولات الرقمية، مع الحاجة إلى جهود مستدامة لضمان الحفاظ على قواعدها وأصالتها، وأشارت الدراسة إلى دور التكنولوجيا في توفير أدوات تدعم الفصحى مثل المدققات النحوية، مع ضرورة تحسين هذه الأدوات لمواكبة احتياجات اللغة. أوصت الدراسة بتطوير استراتيجيات لتعريب المصطلحات التقنية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية اللغة الفصحى، وإنتاج محتوى رقمي مبتكر يرسخ مكانة الفصحى بين مختلف الفئات العمرية، كما اقترحت دراسات مستقبلية تتناول تأثير الرموز التعبيرية، واستخدام الفصحى في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودور الإعلام الرقمي في تطوير الترجمة وتعريب المصطلحات، وتؤكد الدراسة أهمية التفاعل المتوازن بين الحفاظ على هوية اللغة ومواكبة التحولات الرقمية المتسارعة.