هدفت هذه الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لتعزيز تحول مدارس التعليم العام السعودي نحو مدارس المستقبل، عبر الوقف على ما يتوفر لدى هذه المدارس من إمكانات، وما يوجد في بيئتها الخارجية من فرص، إضافة إلى الكشف عن ما قد يكمن في هذه المدارس من جوانب ضعف، وما يتواجد في بيئتها الخارجية من تحديات. ولتحقيق هذه الأهداف استخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي. كما استخدمت الاستبانة أداة لجمع البيانات الخاصة بالإجابة عن أسئلة الدراسة من عينتها التي بلغ عددها (370) مديراً ومديرةً مدرسية. وقد أسفرت هذه الدراسة عن مجموعة من النتائج من أبرزها: امتلاك مدارس التعليم العام السعودي مجموعة من الإمكانات التي يمكن توظيفها في تعزيز تحولها نحو مدارس المستقبل، ومن أبرزها: تمسك طلابها بهويتهم الدينية والوطنية، وإلمام معلميها بالطرائق الحديثة في التدريس وتوظيف التقنية، وتوفر بنية تحتية تقنية متطورة، بالتوازي مع وجود مجموعة من جوانب الضعف التي قد تحد من قدرتها على التحول بقوة نحو مدارس المستقبل، ومن أبرزها: ضعف مستوى الاستقلال الإداري، وندرة البرامج التدريبية، وضعف الميزانية المخصصة. كما كشفت النتائج عن احتواء البيئة الخارجية لمدارس مجتمع الدراسة على مجموعة من الفرص التي يمكن استثمارها في تعزيز تحولها نحو مدارس المستقبل، من أهمها: سعي رؤية 2030 للدخول بقوة إلى اقتصاد المعرفة، وإطلاق برنامج تنمية القدرات البشرية. وكشفت النتائج كذلك عن وجود مجموعة من التحديات الكامنة في البيئة الخارجية لهذه المدارس والتي يمكن أن تعيق تحولها نحو مدارس المستقبل، من أبرزها: المعوقات التنظيمية، وضعف الوعي المجتمعي، وضعف التمويل. وعلى ضوء هذه النتائج تم بناء التصور المقترح للدراسة.