ملخص البحث
يعد مصطلح التلفيق مأنوس الاستعمال في عدد من العلوم كالفقه والبلاغة والنحو، غير أنه قد شاع في اشتغال الفقهاء أكثر من غيرهم، وهو كذلك ظاهرة حاضرة في بحوث البلاغيين حيث بوّبوا لها ورتبوا فيها بعضًا من مسائلهم، وأما النحاة فلم يبوبوا لهذه الظاهرة، بل تعرض لها بعض متأخريهم في معرض إعراباتهم وتعليقاتهم، فكان لها حضور خاطف أو خجول، بما يسترعي انتباه الباحث، ويطرح عدة تساؤلات تشكّل بمجملها إشكالية هذا البحث، ولا سيما من طلاب علم النحو، الذي يجدون هذا التعبير مسطورًا في بطون كتب النحو من غير أن يجدوا مظانّ يرجعون إليه فيها، ومن أبرز تلك التساؤلات: كيف يكون التلفيق في مسائل النحو وأحكامه؟ وما مدى تأثر المذاهب النحوية بالتلفيق؟ وما المسائل التي بنيت عليه؟ ومن هنا تظهر أهمية هذا البحث في استقراء كلام النحاة في هذه الظاهرة، وجمع متفرق كلامهم من غير ادعاء حصر، بل الغرض فتح ءافاق البحث فيها أمام الباحثين. ولهذا كله سأبيّن أولًا معنى التلفيق في الفنون المختلفة، ثم تأثر مذاهب النحاة المتأخرين بهذه القضية، معتمدًا في ذلك المنهج الوصفي التحليلي بما يوصلنا إلى نتائج البحث وزبدته المنشودة بإذن الله.