تتأسس هذه الدراسة من غاية محددة وهي قراءة الوعي البيئي في السرديات المعاصرة، وخاصة عند السرديين المعرفيين والسرديين النسويين، وفك تمظهرات الخطاب البيئي ونقد ما بعد الحداثة، وظواهر اللاعدالة البيئية، وقراءة الخطاب السام والخطر الأدبي والتلوث اللغوي، وسطوة التحول والفرضيات العلمية والثقافية، وغيرها من معطيات سيقف البحث عند مظانها ومفرداتها، وذلك في محاولة استجلاء السياقات الثقافية والبيئية، والبحث في حفريات الثقافة الشاملة دون تغليب لجانب على آخر، أو اعتبارات دون أخرى، وهي قراءة شاملة تفتش في رمزية المكونات والأشياء التي تحمل قيما دلالية متنوعة، تختلف وفق طبيعة الاستخدام السردي والقصصي، ومن تجربة إلى أخرى([1]). وركيزة الدراسة الأساسية تتمحور حول رصد درجات الالتحام الكبير بين البيئة والأدب، أو استحضار صورة الطبيعة والبيئة ومقاربة صورتها عبر تتابع تاريخي في المدونة السردية المعاصرة، ورصد التحول أو التغيير المصاحب سواء بفعل الإنسان من الحرب والغارة والقتل والشر، أو ما كان بفعل الطبيعة نفسها وحركتها وغيره من مؤثرات، هو ما تروم الدراسة فعله من خلال منهجها الذي يعتمد على الاستقراء والوصف والتحليل في ضوء النقد البيئي؛ وذلك من منطلقين؛ المنطلق التأسيسي ويشتمل على: الخطاب البيئي ونقد الحداثة (أسس ومفاهيم)، والإجراء التطبيقي؛ ويختص بقراءة المنظور الإيكولوجي في سرديات محمد المخزنجي.