يشهد الفن الحديث ثورات هائلة وكبيرة ومحاولات مستمرة دائمة تظهر فيها روح التجديد في مواكبة العصر الذي نعيشه حيث تنوعت أساليب الأداء والمضمون والخامات المستخدمة في تشكيل العمل الفني مما أدى بالفنان المعاصر الجيد للبحث وراء الخامة المختلفة لمواكبة ركب التطور الذي أثر بدوره على الفنون التشكيلية بصفة عامة والنحت بصفة خاصة كأحد مجالات الفنون التي ترتبط متغيرات العصر سواء المتغيرات الفكرية أو الفلسفية أو التقنية فهي وعاء يحوي كل ماسبق من مفاهيم ليعطي لنا فكراً وفلسفة خاصة بذاتها ، لذا يجب على الفنان توسيع افاقه والنظر إلى الخامات بصورة مختلفة . فقامت الباحثة بمحاولة مواكبة هذا التطور عن طريق استخدام البقايا المعدنية فى محاولة الوصول الى حلول تقنية لاستحداث مجسمات نحتية وتوصلت الباحثة إلى مجموعة من التطبيقات الذاتية وهي عبارة عن ( تكوينات نحتية ) من خامات معاد تدويرها . ولقد اظهر لنا الفن الحديث دروساً واضحة ومباشرة في التحرر من تحكم الخامة الواحدة و التقليدية والتوجه لخامات جديدة يمكن للعين المبتكرة أن تصوغها في أعمال فنية تتسم بالإبداع والتجدد. لذلك فأنه على الفنان قبل تشكيل أي خامة دراسة خصائصها ومميزاتها حتى يمكن من خلالها الوصول الى أفكار وطرق جديدة ومختلفة في التشكيل وتكون مختلفة عن الطرق التشكيلية المعروفة .