يتعرض بعض الأفراد للصدمات النفسية من جراء بعض أحداث الحياة المجهدة والتي قد تكون فوق قدرتهم علي الاحتمال و المقاومة، بما يؤدي لما يعرف ب اضطراب ما بعد الصدمة أو Post-traumatic stress disorder (PTSD) وعادة ما تستدعي ذاكرة المرضي تلك الأحداث والذكريات المثيرة للضجة والمشاعر المؤلمة، وهو مجموعة من ردود الفعل التي يمكن أن تتطور لدي الأشخاص الذين شاهدوا أو مرواً بحدث صادم يهدد حياتهم، مما يؤدي إلى ضعف مزمن وارتفاع خطر الإصابة بأمراض نفسية مصاحبة، بما في ذلك زيادة قابلية الانتحار مما يستدعي التدخل الطبي والنفسي للسيطرة علي الأعراض وتقديم المساعدة العلاجية للأفراد المصابين عبر نظام الرعاية الصحية التي تركز على المريض حيث يمكن أن يوفر التعاون مع الأخصائيين الاجتماعيين والمعالجين والأسرة لتحسين العوامل الاجتماعية في حياة المريض استقرارًا كبيرًا للأفراد المصابين . ومن آليات التغلب علي تلك الأعراض تحويل المعاناة إلى معني من خلال إلقاء الضوء علي نقاط قوة الفرد وإبداعه وقدرته علي التفاعل بشكل مؤثر ، ويتم ذلك من خلال ممارسة الفن، الفن الجاهز (Ready-made) والذي يسمح للمشاركين بالتفاعل بحرية مع الخامات الجاهزة الصنع والتي تناسب تجاربهم الشخصية ، والتعامل مع تلك الأشياء ثم تحويلها إلى أعمال فنية عن طريق تغيير موقعها مما يعني أنه يراها خارج سياقها ، وبالتالي تغيير موقفه تجاهها.

وبناء على ما سبق تعد الأشياء الجاهزة (الفن الجاهز) وسيلة تعبيرية في العلاج بالفن حيث تمكن الفرد من مواجهة واحتواء الذكريات المفجعة وتوفر مساحة للتكامل وصنع المعنى، ويفترض البحث أن العمل الفني جاهز الصنع يعد أحد آليات العلاج بالفن التشكيلي لمن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.