تهدف الدراسة إلى معرفة سيميائية الفضاء الدرامي في مسرح بهيج إسماعيل، وتنتمي إلى الدراسات التحليلية، وتعتمد على المنهج السيميائي لاستقراء دلالات النص الدرامي الكامنة خلف فضاءاته المتعددة سواء أكان فضاء داخليًا منظورًا أم فضاءً خارجيًا غير منظور، وتحديد العلاقة بينهما وبين النص وقدرته على إنتاج المعنى، وتمثلت العينة في النص المسرحي "قطة بلدي"، وخلصت أهم نتائج الدراسة إلى:

1. جاء بهيج بالفضاء الداخلي المنظور المدرك ليؤكد المأزق الذي وقعت فيه القطة، والفضاء الخارجي غير المنظور المتخيل ليمثل الخروج من المأزق من خلال الحُلم، رغم العلاقة الوطيدة بين ما هو منظور وما هو غير منظور؛ فمن خلال تحديد العلاقة بينهما يبرز فكرته؛ ويُمكن القارئ من خلق رؤى جديدة قد تتجاوز قصدية الكاتب، ويجعلها فريدة لكل قارئ.

2. استطاع الكاتب خلق تجربة فنية غنية في النص المسرحي"قطة بلدي" من خلال توظيف العناصر اللغوية والبصرية ببراعة، وتوظيف سيميائيات الإرشادات المسرحية واستكشاف الفضاءات الدرامية المتعددة، وقد حفز خيال القارئ، ودعاه إلى المشاركة في إنتاج المعنى، مما زاد من عمق النص وتأثيره عليه.

3. يُشكل الفضاء الدرامي في النص وفقًا لتوجيهات الكاتب الزمانية والمكانية، حيث يكرر بهيج انتقالات مكانية محدودة عبر فضاءات درامية متنوعة (الشارع، العمارة، القصر، التلفزيون)؛ ليعمم تجربة اجتماعية متكررة، لكن الإنسان هو المتغير، ويبني الكاتب فضاءً دراميًا متحولًا باستمرار، يتداخل فيه الزمن وتمتد المكانية إلى مستويات متعددة، ويعكس المكان التيمة الرئيسة للنص، ويصبح مرآة تعكس الصراعات الطبقية.

4. تعددت جماليات التلقي داخل النص المسرحي خاصةً في الختام بتجسيد تمثال "نهضة مصر"؛ فيُشكل الفضاء الخارجي الغني بالمفردات السيميائية، والذي يمزج بين الواقع والخيال، ويدعو القارئ والمخرج إلى فك شفرات النص؛ وبناء رؤية مبدعة.