إن دراسة التقييم الجيومورفولوجي المكاني لها أهمية كبيرة في توجيه التنمية الحضرية، لأنها تستهدف فهم العوامل الطبيعية المؤثرة في اختيار المواقع الأكثر أمانًا لنمو المدينة. وفي هذا السياق، تناول البحث التقييم الجيومورفولوجي المكاني للتطوير الحضري في حوض وادي بطحان في منطقة المدينة المنورة، والتي تعد من المناطق ذات الأهمية البيئية والجغرافية البارزة. وتتمثل مشكلة الدراسة في أن التنمية الحضرية غالبًا ما تواجه تحديات بسبب عدم التوافق بين خطط التطوير والظروف الطبيعية، مما قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل بيئية واجتماعية ومالية. لذلك، سعت الدراسات إلى تقديم أداة علمية تسهل اتخاذ القرارات بناءً على أسس جيومورفولوجية صحيحة. واعتمدت الدراسة على منهجية علمية متكاملة تتضمن بناء نموذج للتقييم الجيومورفولوجي المكاني بهدف تحديد الأماكن الأكثر فائدة للتنمية الحضرية. وقد تم ذلك من خلال تطوير قاعدة بيانات جغرافية شاملة تغطي الخصائص الجيومورفولوجية لمنطقة الدراسة، مع صياغة معايير الملاءمة المكانية المرتبطة بتلك الخصائص. وقد استخدمت الدراسة أسلوب الأوزان النسبية، حيث تم تحديد وزن لكل معيار بناءً على تأثيره في تحديد مدى ملاءمة الموقع للتطوير الحضري المستقبلي. وقد تم تضمين هذه الحقائق في نموذج تحليلي جغرافي لتقييم مستويات الملاءمة المكانية. وأظهرت نتائج النموذج أن حوالي 27.4% من منطقة الدراسة تتميز بملاءمة عالية للتطوير الحضري، في حين أن 43.2% من المساحة تعتبر ملائمة متوسطة، وحوالي 29.4% غير صالحة للتطوير. وتؤكد هذه النتائج على أهمية دمج التحليل الجيومورفولوجي في أسلوب التخطيط الحضري لضمان التطوير المستدام والفعال. وخلصت الدراسة إلى ضرورة إجراء التقييم الجيومورفولوجي المكاني كجزء أساسي من أبحاث التخطيط، مؤكدة على أهمية إجرائه بشكل دوري في جميع أحواض المملكة العربية السعودية.