إن التحول الرقمي هو عملية التطوير المستمر للتقنيات الرقمية داخل مؤسسات المعلومات ومراكز الابحاث، وهذا بدوره له تأثير دائم على الاقتصاد والمجتمع، وبذلك تعد الرقمنة محركًا كبيرًا للتغيير الدائم، ويمتد ذلك الى مجال التنمية المستدامة، وفي أعقاب التحول الرقمي داخل مؤسسات المعلومات تغيرت التوقعات مما يشكل ضغوط على المستوى المجتمعي من اجل تطوير تصميم البيئات الذكية والموازنة لكل ما يعني للتنمية المستدامة.
وتستخدم المدن الذكية تلك التقنيات الحديثة التى توفرها مؤسسات المعلومات ومراكز الابحاث لتشكيل التنمية بطريقة مستدامة، مما يحولها الى مدن رقمية، ويتزايد نمو توليد البيانات بها، مما يعكس اهمية المعالجة الحاسوبية وتحليل وادارة تلك البيانات للحصول على اعلى قيمة لهذه البيانات من خلال ما تقدمة مؤسسات المعلومات من جهود بذلك المجال، لذا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لتحقيق حلول واقعية ومنخفضة التكلفة في التنمية المستدامة بالمدن الذكية.
ولكن دمج الذكاء الاصطناعي مع التنمية المستدامة أصبح من التحديات الواضحة والتى تشمل السياسات المسؤولة، والوعي بجودة البيانات، وخصوصيتها وأمنها، ومن أجل تفعيل الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي في التنمية المستدامة، والتأكد من أبعاد التنمية المستدامة التي تؤخذ في عين الاعتبار عند دمج الذكاء الاصطناعي هدف هذا البحث من خلال اتباع منهج تحليل المحتوى والمتضمن تحليل الأدبيات والدراسات المنشورة في هذا المجال واستخلاص ما تقدمه الدراسة من رؤية مبنية على المراجعة النظرية، الى تقديم نبذة عن الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة وايضاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي بابحاث مؤسسات المعلومات وأثاره في تحقيق التنمية المستدامة بالمدن الذكية، والاشارة الى تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التنمية المستدامة بالمدن الحديثة ودعم مؤسسات المعلومات لهذا الاستخدام وما هي التحديات الجديدة التى تواجه التنمية المستدامة بالمدن الذكية.