لقد تفاقمت المشكلات البيئيّة على المستويات العالميّة والمحليّة بصورة أسهمت في خلق الوضع الخطير الذي يعيش فيه الإنسان الآن، مما استدعى البحث عن أخلاق بيئيَّة عصريّة ترتبط باحترام الطبيعة والحفاظ عليها، ولا يمكن أن تُرَسَّخ هذه الأخلاق دون توعية جِدِّيّة تُظهِر للإنسان أهمية البيئة، ومدى ارتباطه بها، وتُكسِبه محبة واحترام كل مكونات البيئة، وتقع المسئوليّة الكبيرة هنا على التربية في ترشيد السلوكيّات، ومعالجة العادات والتقاليد السلبيّة، وتدريب الأبناء على آداب السلوك البيئيّ. ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة تربية الإنسان المصريّ بيئيًّا. وانطلاقًا من الجهود الدوليّة والمحليّة في مجال التحوُّل نحو فكر (الاقتصاد الأخضر)، هدف البحث الحالي إلى التعرف إلى متطلبات البناء الإيكولوجيّ للإنسان المصريّ في ضوء الاقتصاد الأخضر؛ لتقديم  تصوُّر مُقتَرَح لدور التعليم في تحقيق البناء الإيكولوجيّ للإنسان المصريّ في ضوء الاقتصاد الأخضر. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفيّ التحليليّ، وأوصت الدراسة بضرورة تبنّي الدولة لمشروع (نحو مجتمع آمن اقتصاديًّا وبيئيًّا)، يشارك في بلورة معالمه وإرساء أُسُسه وتحديد برامجه علماء الأزهر الشريف وخبراء التربية ورموز الفكر والثقافة ورجال الاقتصاد، وأن تسعى فلسفة مؤسَّسات التربية إلى إتاحة الفرصة والمجال لتطبيق وتفعيل آليات وعمليّات هذا المشروع. تضمين أهداف البناء الإيكولوجيّ للإنسان المصريّ في أهداف التعليم العام. تصميم مقررات دراسيّة تحت مسمَّى (الاقتصاد الأخضر)، حيث يتم تدريس الموضوعات المتعلقة بالاقتصاد الأخضر ضمن محتوى المناهج التعليميّة، وأن تعمل المناهج والمقررات الدراسيّة على توسيع دائرة الكيفيّة التي يمكن للطالب من خلالها الحصول على المعلومات والمعارف العلميّة والمعرفيّة. أن تتضمن المقررات الدراسيّة في نظام التعليم ككل القيم والمعتقدات الإيكولوجيّة وكذا الاتجاهات والميول التي توجه الإنسان نحو الحفاظ على البيئة وحمايتها.