تفاعلات العلاقات الإيرانية بالحركات الإسلامية مع القضايا الإقليمية والدولية , والتي ترتبط بشكل كبير بتحقيق أهداف ومصالح السياسة الإيرانية على المستوي الإقليمي , والاستفادة منها في تخفيف حدة المفاوضات بشأن قضايا ذات طابع دولي وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني, ولا شك أن التحركات الإيرانية تجاه تلك الحركات ترتبط بشكل أو بأخر بالبعد الإيديولوجي للثورة الإيرانية , والتي تنطلق من حماية المستضعفين ونشر أهداف الثورة ومبادئها في المحيط الإقليمي لذا احتلت القضية الفلسطينية مكانة هامة في المشروع الإيراني الإقليمي , لكنها لم تحظي بموقف موحد حيث تراوحت علاقات إيران بالسلطة الفلسطينية ثم بحركات المقاومة بين التعاون والتوتر وفقاً لتغير المواقف والمصالح الإيرانية, وهو ما تجلي في ارتباطها بحركات المقاومة وفي مقدمتها حماس منذ عام 2006م , وتقدم الدعم لها كونها تتخذ خيار المقامة وليس السلام وهو خيار يتوافق مع توجهات السياسة الإيرانية تجاه إسرائيل بعد الثورة عام 1979م, ثم شهدت العلاقة مع حماس توتراً إبان الأزمة السورية وتبني الحركة موقف مغاير للموقف الإيراني تجاه النظام السوري , وكذلك الأمر في الأزمة اليمنية , ثم عادة مرة أخري مع تغير موقف الحركة وتوافقه مع الموقف الإيراني, ثم تجلي الدعم الذي تحظي به حركات المقاومة وفي مقدمتها حماس في عملية طوفان الأقصى وحجم تفاعل محور المقاومة الموالي لإيران مع دعم الحركة وموقفها سواء من خلال جماعة الحوثي باليمن , أو من خلال حزب الله في لبنان, وفي ضوء ذلك تناولت الدراسة بالتحليل توجهات السياسة الإيرانية وكيفية صنع القرار تجاه وحدات النظام الدولي أو تجاه الحركات الإسلامية أو الموالية لها في المنطقة ومنها حماس.