يشهد العالم مرحلة حرجة تتصاعد فيها التوترات بصورة متسارعة على ضوء تطورات الصراع الروسي الأوكراني وانعكاساته على المستوى الدولي والإقليمي و ما نتج عنه من تحولات في هيكل النظام الدولي، عاد الحديث مرة أخرى عن الحروب التقليدية في العلاقات الدولية وعودة ما يمكن أن نطلق عليه مراجعة دولية لتوزيع القوة في النظام الدولي وإعادة النظر في ترتيبات ما بعد الحرب الباردة، والتحولات والأحداث السياسية وتراكم تداعيتها وتقليص إمكانيات حلها، تشكل هذه التحديات علي المستوي النظري مآزق عدة، حيث تتنافس النظريات الكبرى من أجل حلها ووضع تفسير لدوافع أطراف هذه الحرب، من هنا تحول الصراع إلى مباراة كبيرة، يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه بعقلانية وحنكة شديدة، بالتالي يمكن تناول الصراع الروسي الأوكراني من خلال نظرية الألعاب (المباريات)، وهي نظرية قائمة على التحليل الرياضي لحالات تضارب المصالح، من أجل الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف؛ كما تظهر أهميتها لصانعي لقرار، لتوضيح مجموعة الخيارات المتاحة للأطراف المتنازعة في أي أزمة، ‎وعليه تكمن إشكالية الدراسة في أنه وعلى الرغم من كون الصراعات جزء مهم في العلاقات الدولية مثلها مثل التعاون ، إلا أن الصراع الروسي الأوكراني كان نقطة فاصلة في العلاقات الدولية ،ولأهمية نظرية المباريات يحاول البحث تناول الصراع في ضوء فرضيات نظرية اللعبة لتحديد نوع اللعبة الروسية والأوكرانية و تحليل سلوك الأطراف المختلفة في المباراة الروسية الاوكرانية، في ضوء الخلفية التاريخية للبلدين، مع الأخذ في الاعتبار جميع معطيات الوضع الراهن للصراع، لتوضيح مجموعة الخيارات المتاحة للأطراف المتنازعة في أي أزمة، وهذا من أجل تقييم مدى فاعلية نظرية المباريات في تحليل الصراعات المختلفة لتحديث بعض من فرضياتها لتلائم المتغيرات المعاصرة في الصراعات الدولية.