شهدت البحوث الإعلامية  العمانية تطورا ملحوظا في العقدين الأخيرين توازيا مع  زيادة الاهتمام المجتمعي والرسمي بقضايا الإعلام والاتصال في ظل ثورة رقمية شاملة تفرض ظواهر وقضايا اتصالية جديدة وغير مسبوقة، وتزايد عدد المقالات المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة المحلية والعربية والأجنبية عن الإعلام والاتصال في سلطنة عمان، وكذا إنجاز المزيد من الرسائل والأطاريح الجامعية؛ ومع ذلك، فإن التنقل في هذا المجال البحثي الشاسع، بنتائجه المتناثرة، ومنهجياته المتنوعة، وتقديم نظرة عامة منهجية عنه، لا يزال يمثل تحديًا. سعت هذه الدراسة التحليلية إلى سد هذه الفجوة المعرفية من خلال تقديم فحص شامل للأبحاث المنجزة حول وسائل الإعلام العمانية، وما يرتبط بها من ظواهر. واعتمدت الدراسة على أسلوب تحليل المستوي الثاني Meta-Analysis لمجموعة واسعة من الأعمال العلمية، في الفترة (2008-2022م) بهدف الكشف عن موضوعات البحث السائدة، والأساليب المنهجية والأطر النظرية التي تم استخدامها في الدراسات الإعلامية في سلطنة عمان.
وتوصلت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة لعل في مقدمتها عدم انتظام التطور الكمي للبحوث الإعلامية عينة الدراسة في سلطنة عمان خلال الفترة التي شملتها الدراسة (2008-2022)، وغياب التطور الخطي التصاعدي الذي يعكس استمرارية انتاج هذه البحوث. كما أكدت نتائج الدراسة أيضا وفرة بحوث الصحافة ضمن عينة البحث، مقارنة بباقي التخصصات المعرفية في حقل الإعلام والاتصال. وأظهرت نتائج الدراسة أيضا تركيز اتجاه البحوث الإعلامية في سلطنة عمان على دراسة مضمون ما تنشره أو تبثه وسائل الإعلام المختلفة أكثر من تركيزها على دراسة تأثير هذه الوسائل على الجمهور، أو طبيعة استخدام الجمهور لما تقدمه هذه الوسائل.