مع تزايد الاعتراف بالتداعيات البيئية المرتبطة بالعمارة الداخلية بالمتاحف، يتم تدريجياً تفعيل استراتيجيات رائدة تهدف إلى التخفيف من الضرر البيئى مع تعزيز العرض المتحفي. لقد توسع الخطاب المحيط بالعمارة الداخلية الخضراءبالمتاحف الآن ليشمل عددًا كبيرًا من الاعتبارات، بما في ذلك اختيار المواد والتقنيات الموفرة للطاقة والعناصر الحيوية وممارسات إعادة الاستخداممن خلال توظيف المواد المستدامة مثل الأخشاب والطلاءات منخفضةأو منعدمةالمركبات العضوية المتطايرة، بحيث لا يحافظ المصممون على الموارد فحسب، بل يعززون أيضًا البيئات الداخلية المحيطة بالقطع الأثرية.علاوة على ذلك، فإن دمج مبادئ التصميمالأخضر بالمتاحف،وبالتزامن مع منهجيات التصميم المستدام، برز دمج الأنظمة الذكية كجانب تحويلي في مجال العمارة الداخلية للمتاحف، وتعمل التطورات في إنترنت الأشياء (IoT) وتقنيات الاستشعار على تمكين المصممين من تنفيذ حلول ذكية لإدارة الطاقة والتحكم في الإضاءة وتنظيم درجة الحرارة وتحسين البيئة الداخلية،بحيث تعمل هذه الأنظمة من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي وتفعيل قيم الضبط التكيفية المستهدفة، على تمكين المباني من الاستجابة الديناميكية لاحتياجات القطع الأثرية المعروضة مع زيادة كفاءة الموارد والفعالية التشغيلية، كذلكتحسين أداء مواد البناء التقليدية، سواء المواد الإنشائية أو المواد الأخرى المستخدمة في بناء وحدات العرض مثل (الزجاج والأخشاب والطلاء....) ولا تزال التحديات العالمية المتمثلة في تغير المناخ، والسيطرة البيئية، والحفاظ على الطاقة مستمرة في المباني المتحفية، ويعتبر مواجهة هذا التحدي أمراًبارزا ً لتحقيق استدامة تراثنا الثقافي. تهدف الدراسة إلى توضيح العلاقةبين الاستدامة والتكنولوجيا والتصميم في تشكيل المشهد المستقبلي للعمارة الداخلية الخضراء بالمتاحف والاستفادة من التقنيات الحديثة والنانوية الخضراء لتحسين الأداء البيئي الداخلي وتحقيق مبادئ الصيانة الوقائية بالعرض المتحفي بهدف تحقيق الاستدامة ودعم التكنولوجيا الخضراء