مصطلح "التابخانة" هو الاسم الذى أطلق على المساحات المستخدمة "دار ضيافة" أو "أماكن للنوم" على جانبىالمبانى التي شيدت باسم (عمارت أو زاوية)، والتى قامت بوظائف عديدة خلال الفترة العثمانية المبكرة، حيث استخدمت أماكن للضيافة مجاناً لمدة ثلاثة أيام، ولتلبية احتياجات الدراويش والفقراء وعابرى السبيل فى المأوى، والطعام والشراب، والاحتياجات الصحية. وقد ظهر مصطلح "التابخانة" لأول مرة فى بداية العصر العثمانى، يشير للحجرات الجانبية الملحقة بالمساجد ذات الطراز الإيوانى أو بعض المساجد ذات الطراز الكلاسيكى، والتى استمر بناؤها لعدة قرون تلبية للظروف الاجتماعية والسياسية لتلك الفترة. ولكن عندما شُيدت كلية السلطان محمد الفاتح بمدينة إستانبول (1462-1470م)، أصبحت التابخانة منشآت مستقلة بذاتها، مصممة داخل الكليات المعمارية، ثم اكتسبت أنماطاً معمارية مختلفة على يد المعمار سنان خلال الفترة العثمانية الكلاسيكية.    ونظراً لأهمية منشآت التابخانة كأحد أنواع العمائر العثمانية الخيرية؛ وندرة الدراسات الأكاديمية وخاصة الدراسات العربية لتناول التابخانة بصفة عامة وأنماطها وتطورها بصفة خاصة؛ فقد وقع اختياري لدراسة أنماط التابخانة وتطورها فى العمارة العثمانية، لما اتسمت به من تعدد. ومن هنا تهدف هذه الورقة البحثية إلى؛ تعريفالتابخانة ونشأتها ووظيفتها ورصد تطور عمارتها، وكذلك تناول أنماطها والتى يمكن حصرها فى ضوء التابخانات العثمانية الباقية إلى ثلاثة طرز رئيسية؛ نمط التابخانة الملحقة بالمساجد الإيوانية، نمط التابخانة الملحقة بالمساجد الكلاسيكية، نمط التابخانة الملحقة بالكليات المعمارية. وأخيراً كشف النقاب عن علاقة موقع التابخانةبباقى منشآت الكلية، وكيفية تأدية وظيفتها، والقائمين على خدمتها