يُعدّ سقي الماء من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى من أجل كسب الأجرفي الدنيا وفي الآخرة، وقد أكد على أهمية هذا العملقول الرسول الكريم (ﷺ): "أفضل الصدقة سقي الماء". فتنوعت أشكال الأعمال المائية التي وصلتنا عبر العصور الإسلامية المختلفة، وكان من بينها العصر العثماني الذي أمدنا بالعديد من الجِشم والأسبلة والسدود وأحواض الماء وغيرها من الأعمال المائية المختلفة. البعض من هذه الأعمال شُيد كمباني مستقلة بذاتها، والبعض الآخر شُيد كوحدات معمارية ملحقة بالمجموعات المعمارية الكبرى. من بين هذه الأعمال المائية التي وصلتنا مجموعة من السقايات العثمانية عرفت باسم "طاش موصلك لر"، اتخذت شكل الأحواض المستطيلة والكروية وزودت بصنابير للماء بأوجهها الأربعة، وكثر وجودها في أفنية الجوامع والقصور والميادين والأسواق، وكان يتم تزويدها بالماء عن طريق عيون الماء التي حفرت بجوارها ، أو عن طريق السقايين الذين يحملون الماء من الأسبلة والجِشم القريبة منها ، وقد نُفذ على هذه السقايات العديد من الزخارف ما بين النباتية مثل فازات الإزهار المليئة بأزهاراللاله والقرنفل، والهندسية مثل أشكال الروزوتات المتنوعة ،بالإضافة الى الزخارف الكتابية التي كان أغلبها يشير إلى اسم صاحب السقاية وتاريخها ، والزخارف المعمارية التي كثر تنفيذها وكان أهمها أشكال العقود. فهذه الدراسة تلقي الضوء على مجموعة من السقايات الحجرية العثمانية المعروفة باسم "طاش موصلك لر" من حيث الاسم الذي أطلق عليها وأقرب هذه الأسماء إلى الصواب، الوظائف التي استخدمت من أجلها، الشكل والتكوين التي ظهرت عليه، المادة الخام التي صنعت منها، طريقة تزويدها بالماء، الأماكن التي وضعت بها، الزخارف المتنوعة المنفذة عليها وأساليب تنفيذها