انعكس الدور السياسي والاجتماعي والحضاري للنساء في آسيا الوسطى على تراكيب قبورهن من حيث حجم التركيبة ومادةصناعتها وثراءها اللغوي والفني. حيث تزخر منطقة آسيا الوسطى بالعديد من النقوش الكتابية الجنائزية والتي وردت على مجموعة كبيرة من شواهد القبور والتراكيب الحجرية والرخامية التي ترجع إلى فترات تاريخية مختلفة، إذ تتضمن مدن آسيا الوسطى العديد من الجبانات التي تشتمل على تراكيب قبور حجرية ورخامية ترجع للعصر الشيباني(906- 1008هـ/ 1500- 1599م)؛ تتميز باحتوائها على العديد من النقوش الكتابية المنفذة بعدد من أشكال الخطوط العربية (لا سيما خط الثلث، خط النستعليق، خط الكوفي الهندسي الأشكال)، تتميز مضامين تلك النقوش الكتابية بتنوعها وثراءها اللغوي لتعكس بذلك الحياة السياسية والاجتماعية والدينية لذلك العصر. ومن ثَمَّ فقد وقع اختياري على دراسة عدد من النقوش الكتابية المُنفذة علىبعضتراكيبنساء الأسرة الشيبانية بمدينة سمرقند؛ عددهم ست عشرة تركيبة -بواقع سبع تراكيب بمدرسة محمد شيباني خان، وثمانِ تراكيب بمزار جهل دختران، وتركيبة واحدة بمزار الخواجة عبيد الله الأحرار-؛ وذلك بهدف التعرف على مكانتهن الاجتماعية من خلال أسماءهن وألقابهن المختلفة والتي تميزت بالتنوع ما بين: (ألقاب دينية، و ألقاب فخرية) بما يفيد في تتبع تأثيرهن في الحياة السياسية والاجتماعية، خلال العصر الشيباني،وذلك من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي المقارن