تُعد المياه هي الركيزة الأولى للاقتصاد والتنمية على مر العصور، حيث كانت ولا زالت العامل الرئيس في تكوين المجتمعات البشرية واستقرارها، ولها الدور الحاسم في تكوين أي مجتمع وتقدمه، وقد ازدهرت أقدم الحضارات عبر العصور في وديان الأنهار، كما هو الحال في مصر القديمة التي تمركزت على ضفاف نهر النيل، بينما يظهر الساحل الشمالي الغربي لمصر معرضًا لأنظمة المياه في المنطقة الواقعة غرب الإسكندرية حتى غرب مطروح، وبسبب اختلاف فترات استثمار المكان، ظهر الكثير من التحركات السكانية التي اقترنت بنشاطات اقتصادية ذات نمط رعوي في كثير من المستوطنات خلال العصرين اليوناني والروماني، رغم أن مناخ مصر القديمة مشابهًا لحد كبير لما هو عليه اليوم، حيث كان مناخًا صحراويًا وجافًا مع قلة هطول الأمطار، وهو ما ترتب عليه خلق مجتمعات بدوية، وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على النظام المائي وموارده في العصرين اليوناني والروماني، حيث حظى باهتمام كبير فيما يتعلق بالبنية التحتية لإدارة المياه، لما يخبأه الساحل الشمالي تحت رماله ويحتاج لبحث أثري أكثر، ومن ثَمَ المحافظة عليه والاعتناء به