تهدف الدراسة إلى تقديم وصف اثنوجرافى للزى فى مجتمع "العمار الكبرى" وهى إحدى قرى مدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية، فى محاولة للتعرف على الهوية الثقافية لأبناء القرية التى لازالت متمسكة بزيها العمارى منذ عهد قديم لم يحدد بشكل قاطع ولكنه ارتبط بدخول زراعة المشمش فى القرية منذ عهد محمد على حتى الآن. ولهذا اعتمدت الباحثة على الملاحظة بالمشاركة والاخباريين كأدوات رئيسية فى جمع البيانات، وطرحت الدراسة عدد من التساؤلات منها: ما أسباب تمسك المرأة بزيها في ظل التطورات الثقافية المتلاحقة؟ وهل للزى دلالات اجتماعية؟ هل يرتبط بطبقة اجتماعية بعينها داخل القرية؟ هل أثر الاحتكاك الثقافى على الأجيال الجديدة فى استكمال مسيرة ارتداء الزى العمارى؟ وغيرها من التساؤلات التى تحاول الدراسة إيجاد إجابة أو تفسير لها مستعينة فى ذلك بالمنهج الاثنوجرافى والنظرية الاثنوميثودولوجية لتفسير منهجية الجماعة لدى أبناء القرية. وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: أن الفئة المتمسكة بالجلابية العمارى تبدأ من سن الثلاثين أما دون ذلك فتتراوح الأغلبية العظمى فى تغيير نمط الجلابية إلى العباية الخليجى أو الدريس، وهو ما أكد على أن الاحتكاك الثقافى سواء مع أبناء القرى والمدن المجاورة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والاعلام أسهم بدوره فى تغير شكل الزى على اعتبار أنه غير ملائم فى التعامل مع المجتمع الخارجى، ضف إلى ذلك التغير اللغوى فى استخدام مصطلحات الدريس – الشوز ... وغيرها مما يدلل على التغير فى الخصائص الثقافية المعبرة عن الهوية للأجيال الجديدة فى قرية العمار الكبرى.