المستخلص: تحظى الصلاة بمكانة خاصة في الدين الإسلامي، باعتبارها الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، فالصلاة هي القاعدة التي تنقل المرء من الكفر إلى الإسلام، وهو ما يؤكده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "العهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة". توصف الصلاة بعماد الدين، فمن حفظها؛ حفظ الدين. ومن ضيعها؛ ضيع الكثير، وهي الأساس الذي يقود إلى النجاح لقوله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ"، فالصلاة تقود إلى الفلاح، والإنسان المسلم مطالب بتقديم الصلاة على كل شيء، حتى تأخيرها أمر يجب الابتعاد عنه، ولعظيم أهميتها، تبدو العمل الأول الذي يحاسب المرء عليه يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد: بصلاته. فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح. وإن فسدت؛ فقد خاب وخسر". من خلال المنهج الاستنباطي، حرص الباحث على العودة إلى آيات القرآن الكريم التي تستهدف الحديث عن الصلاة، وقراءتها بعمق والبحث في معانيها، وصولًا إلى استخراج الدلالات التربوية الواردة فيها، خاصة تلك التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجوانب التعبدية المختلفة، معتمداً في ذلك على أدلة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، مما يجعل المنهج الاستنباطي هو الحل الأمثل لهذا النوع من الدراسات والبحوث. تشير الدراسة إلى حرص منهج القرآن الكريم على ذكر الصلاة في أكثر من موضع، حيث ورد لفظ "الصلاة" في كتاب الله عز وجل على نحو مائة موضع، الأمر الذي يعكس أهميتها في حياة الإنسان المسلم، بوصفها قاعدة أساسية للتربية، فبحضورها يصلح الجيل الجديد، وبالتخلي عنها، يفسد هذا الجيل.