تعرضت في هذا البحث إلى سماع الحسن البصري-رحمه الله تعالى- من الصحابي الجليل عمران بن حصين –رضي الله عنه- ومما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع: الحيرة الشديدة التي وقعت فيها حينما رأيت أقوال العلماء متضاربة في سماع الحسن البصري من عمران بن حصين، والذي أشد من ذلك حينما رأيت للعالم الواحد قولين مرة بإثبات السماع، ومرة بنفي السماع، فوقفت حائرًا هل سمع الحسن البصري من عمران بن حصين أم لا؟، والذي شجعني في كتابة هذا الموضوع أيضًا هي كثرة رواية الحسن عن عمران بن حصين، فشمرت جاهدًا في كتابة هذا الموضوع فقمت بعمل ترجمة وافية للصحابي الجليل عمران بن حصين، وترجمة وافية للحسن البصري بينت فيها أقوال العلماء فيه، ووقفت على ثلاثة طعون فيه وهي قوله: بالقدر، وكثرة إرساله، والقول فيه بأنه مدلس فقمت بالرد على هذه الطعون حسب القواعد العلمية المعتبرة، ثم ذكرت أقوال العلماء المثبتين لسماع الحسن من عمران بن حصين، وأقوال النافين لهذا السماع، وأقوال المختلف عنهم القائلين مرة بإثبات السماع ومرة بنفي هذا السماع، وبعد النظر في أقوال الأئمة من المحدثين المثبتين والنافين، والمختلف عنهم، ترجح لدي صحة سماع الحسن البصري  من الصحابي الجليل عمران بن حصين، وذكرت عدة قرائن للترجيح منها: متابعة الأكثرية من المتقدمين والمتأخرين على إثبات سماع الحسن من عمران بن حصين، ومنها: تحقيق المعاصرة، وإمكان اللقاء بين الحسن وعمران بن حصين، ومنها: كثرة رواية الحسن عن عمران بن حصين، ومنها: ثبوت السماع بين الحسن وعمران بن حصين من طرق صحيحة ثابتة فقد ذكرت عدة أحاديث صرح الحسن فيها بالسماع من عمران بن حصين، وقمت بتخريجها ودراسة أسانيدها وحكمت عليها بما تبين لدي من النظر في دراسة، ثم انتهيت في أخر البحث إلى عدة نتائج منها: أن الإسناد من خصائص هذه الأمة المباركة، فلم يتحقق لأمة غيرها، وأن شرط الاتصال من شروط الحديث الصحيح والحسن،فلذلك اعتنى به العلماء عناية بالغة لا مثيل لها. ومنها: أن الراجح في الخلاف الواقع بين العلماء في سماع الحسن من عمران بن حصين هو ثبوت السماع بين الحسن وعمران. ومنها: أن تدليس الحسن هو رواية المعاصر عمن لم يلقه وهو من باب الإرسال الخفي. وأن عنعنة الحسن البصري محمولة على الاتصال إذا ثبت اللقاء والسماع عمن عنعن عنه.