تتتبع هذه القراءة بعض نخب اليسار السياسي في المغرب المستقل، الذي يمثل جيل اليساريين المغاربة الرادكاليين، الذين واجهوا السلطة السياسية بمفاهيم الانتقال الديموقراطي، العدالة الاجتماعية، والحرية، وحرية التعبير، هي رحلة عبر ذاكرة مليئة بالآمال والطموح والانكسارات، ذاكرة تأبى النسيان، وتقترب من كتابة تاريخ ساخن عاشته المملكة المغربية خلال حقبة حالكة وحاسمة 1955-1999م، لقد صاغ محمد بنسعيد آيت إيدر هذه المذكرة السياسية، في سياق تميز بتعدد الشهادات السياسية من مختلف الفاعلين اليساريين، بالتالي تعبر مساهمته هاته إحدى أهم الشهادات التي تتلمس الحقيقة التاريخية، حول العديد من الوقائع التاريخية التي شهدتها المملكة المغربية، وساهم فيها محمد بنسعيد آيت إيدر من موقعه كسياسي وكمعارض، فجاءت مذكرته مليئة بالعديد من الأحكام على بعض المحطات المفصلية في تاريخ المغرب الراهن من قبيل حكم على لحظة ايكس- ليبان، واعتبرها من أعظم فرص المغرب الثمينة "الضائعة"، حكم على تجربة جيش التحرير المغربي في الشمال والجنوب، الحكم على التجربة السياسية المغربية بعد دستور 1962، والحكم على تجربة التناوب التوافقي، وسكوت مذكرته على بعض الملفات الساخنة التي عرفتها المملكة في فتراتها السياسية الحالكة؛ مثل اغتيال المهدي بن بركة، الانقلابات العسكرية.