يستمد موضوع مقالنا أهميته من راهنيته، بالنظر لما يعيشه العالم حاليًا من تحولات مطردة ومتسارعة، تعزز المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي، نتيجة الأزمات المتلاحقة التي شهدتها وتشهدها الساحة الدولية، إيمانًا منا بالدور الكبير الذي يجب أن يضطلع به المؤرخ من خلال تفاعله الآني مع الأحداث والوقائع. وعلى ضوء ذلك؛ تهدف دراستنا إلى محاولة الكشف عن الارتباط الوثيق بين السلوكات الغذائية والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال ما عاشه المجتمع المغربي في فترة تاريخية حساسة، وهي الفترة التي أعقبت وفاة السلطان مولاي إسماعيل، والممتدة من سنة 1727م إلى سنة 1757م، حيث تكالبت على سكان المغرب أزمات ومحن متعددة المظاهر، فرضت عليهم الجنوح إلى استحداث سلوكيات غذائية تعارضت مع العوائد المألوفة، أملا في الحفاظ على حياتهم. ومن أجل الإحاطة بالموضوع، اعتمدت دراستنا على المنهج الوصفي طبقًا لما أوردته المصادر التاريخية. لأنه سيساعدنا على الكشف عن جوانب من تغذية سكان المغرب إبان الأزمات. فضلاً عن المنهج التاريخي التحليلي، في محاولة تفسير السلوك الغذائي الذي طبع المجتمع المغربي خلال الفترة المدروسة. وعمومًا، حاولت الدراسة من خلال النتائج المتوصل إليها، أن تضعنا أمام حقيقة تاريخية، مفادها أن السلوك الغذائي للمجتمعات له علاقة وثيقة بالظروف الطبيعية والسياسية.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عزيز اليحياوي الإدريسي، "جوانب من تاريخ التغذية في المغرب زمن الفتن السياسية والآفات الطبيعية 1727 -1757م: دراسة في الأسباب والمظاهر وأساليب المواجهة".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد السادس والستون؛ ديسمبر 2024.
ص 123 – 132.