يناقش المقال موضوع الوساطة أو الشفاعة عند أهل المغرب والأندلس الذين كانوا مهووسين بالرغبة في الفوز بالجنة والنجاة من عذاب النار، خاصةً وقد أحسوا بعجزهم عن مواجهة الموت واستسلموا له. وأمام قلة الكتابات التي اهتمت بالموت كموضوع حصري لجأنا إلى كل أنواع المصادر؛ سواء كانت تاريخية، أو فكرية، أو دينية، أو أدبية، أو طبية، أو غيرها، واستقينا منها كل ما يمكن أن يساعد على دراسة الموضوع من إشارات وتلميحات مهما كانت بساطتها. وبعد تحليل المادة المجمعة والتي لم تكن؛ في غالب الحالات، إلا شذرات متفرقة تبين أن المستشفع لجأ إلى توسيط كل الوسائل التي اعتقد أن لها مكانة عند الله سواء كانت مخلوقات أو مجرد أشياء مادية ومعنوية. وقد تضمن وسطاؤه أحسن أعماله وأطيبها والتي حرص على عرضها في قبره على شكل رموز مركزة، ورموز الإسلام الأساسية (القرآن/ الحديث/ النبي/ أهل بدر/ ماء زمزم)، والمتصوفة والزهاد أمواتًا وأحياء، والأماكن المقدسة (المساجد والربط والزوايا)، والأحياء بكل أصنافهم بمن فيهم الغرباء. لقد كانت الشفاعة بحق هاجسًا قويًا عند المغربي-الأندلسي المشرف على الموت أو المحتضر، وقد تمسك بها كالغريق الذي يتمسك بقشة لتحقيق النجاة والانتصار على الموت.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد حقي، "مع الموت الوساطة في الآخرة في ذهنية المغربي والأندلسي".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد السادس والستون؛ ديسمبر 2024. ص 106 – 114.