اقترح جابريل ألموند وسيدني فيربا ثلاثة أنماط من الثقافة السياسية: الثقافة القاصرة، والخاضعة، والمشاركة؛ هذا بالإضافة إلى نوع رابع أطلقوا عليه "الثقافة المدنية" civic culture. وقد ذهب ألموند وفيربا إلى أن الثقافة المدنية- والتي تتكون من خليط من الأنماط الثلاثة سالفة الذكر- تسود في النظم الديمقراطية. تتساءل الدراسة الحالية عن أسباب تفاوت المواطنين في أنماط ثقافاتهم السياسية. ويجادل الباحث بأن ما يؤدي إلى وجود ثقافة سياسية مدنية لدى بعض المواطنين يتمثل في وجود مصالح لهم داخل النظام السياسي بالإضافة إلى شعورهم بالتمكين أو القدرة على التأثير، وذلك بغض النظر عما إذا كان النظام الذي يعيش فيه المواطنون ديمقراطياً أم غير ذلك. وفيما يتعلق بالمنهجية، فقد استخدم الباحث اختبار T للعينات المستقلة على بيانات "مسح القيم العالمي" في الدورة 2017-2022 لعينة من ثلاثة نظم ديمقراطية (تشيلي- ألمانيا- كوريا الجنوبية) وثلاثة نظم سلطوية مناظرة (نيكاراجوا- روسيا- فيتنام) من أجل اختبار فروض النظرية الموضوعة. ومن حيث النتائج، فقد خلصت الدراسة إلى أنه توجد أدلة على إنه في حين يميل الذكور ذوو التعليم العالي (عنصرا التمكين) المنتمون للطبقة الوسطى وفي فئة منتصف العمر (عنصرا المصلحة) إلى امتلاك ثقافة سياسية مدنية، فإن الفئة المقابلة: الإناث ذوات التعليم المنخفض المنتمون للطبقة الدنيا وفي فئة العمر الكبير يمتلكون ثقافة خاضعة. وبالتالي تمثل هذه الدراسة إسهاماً نحو معرفة لم يمتلك بعض الأفراد ثقافة مدنية بينما يمتلك آخرون أنواعاً أخرى من الثقافة السياسية.