تجيب هذه الدراسة عن تساؤل محدد وهو لماذا قررت روسيا شن هجوم عسكري على أوكرانيا في فبراير 2022 من منظور السياسة الخارجية المقارن. وتقدم الدراسة إطاراً نظرياً يوضح العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في السياسة الخارجية للدول كمدخل لتفسير السلوك الروسي تجاه أوكرانيا. تركز العوامل الخارجية في تحليل السياسة الخارجية الروسية تجاه أوكرانيا على منظورات ثلاثة: المنظور الواقعي والبنائي والليبرالي. أما العوامل الداخلية في تحليل السياسة الخارجية الروسية فتركز على المؤسسات، جماعات المصالح، الرأي العام، والأفراد. وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن العوامل الخارجية (الجيوسياسية، الطاقة، ومكانة الدولة العظمى)، والبنائية (تحول في توجهات السياسة الخارجية الروسية)، والليبرالية (الطاقة في مقابل العقوبات) هي كلها تفسيرات متعددة ومختلفة للسلوك الروسي تجاه أوكرانيا. وتفصل الدراسة كل هذه العوامل الداخلية والخارجية من منظور تحليل السياسة الخارجية المقارن كحقل مهم من حقول العلاقات الدولية سواء من منظور تاريخي للصراع أو من منظور ثقافي أو من منظور داخلي للمؤسسات الحاكمة في روسيا أو حتى من منظور فردى وتأثير القيادة السياسة الروسية في مجريات الصراع.