يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير وتداخل الفنون المختلفة في الرواية لإبراز حجم الاستفادة منها فكانت دراستي عن فن (المسرواية) الناتجة من خلال تداخل الأجناس الأدبية بين الرواية والمسرحية، واختلاط السرد بالحوار في إطار فني جميل يظهر مقدرة الكاتب الفنية في التجديد والإبداع في محاولة تجريبية مشروعة لتساير التطور الذي فرض علي الواقع ، ومن ثم تعمل على جذب المتلقي ودهشته بصور شتى، منها الانتقال من تقنية امتاز بها فن بعينه لتقنية أخرى امتاز بها الفن الآخر، فضلا عن روح الأديب وفكرة في التقارب بين الفنون المختلفة مما يحقق في النص جماليه وحيويه وتجعله أدعى للقبول.
كما يسعى هذا البحث للوقوف على أهم تقنيات وعناصر كل من المسرح والرواية، ومن ثم رصد تقنيات المسرواية وما استعارته من أجناس أخري، لتمتاز به عن غيرها من الأجناس. فالرواية تتفق مع المسرحية في أن كليهما يدور حول حبكة درامية لها بدية ووسط ونهاية إلا أن الرواية سرد وحكي من خلال الراوي والمسرحية  نص حواري وعرض معا ، مما يحدث تأثيرا مباشرا على الجمهور لذا كان التداخل بين الرواية والمسرح أقرب، وكانت الرواية في حاجة إلى تقنيات المسرحية، فكانت المسرواية.
 وهذا ما نلحظه في توجه الكثير من الروائيين العرب نحو زيادة فاعلية الحوار للكشف عن أفكار ومشاعر الشخصيات و تطوير الحبكة الروائية، فالرواية تعد جنسا أدبيا لازال مستمرا في عملية التجديد والتطوير، ومن ثم فإن محاولة الدمج والتداخل بين الفنون في إطار فني واحد يعد نوعا من الإبداع والتطوير دون وقوفها عند حدود معينة لا سبيل لها بالانفتاح والتطلع إلى ما هو جديد.
وعليه فسوف أتناول ذلك موضحا كيفية التداخل في الإبداع العربي المعاصر بنماذج تطبيقية لهذا الفن الوليد .