يعد عبد العزيز المسلم واحداً من الأدباء الإماراتيين المهتمين بالسفر والرحلات؛ تنقل في دول مختلفة لأغراض متنوعة؛ ثقافية وسياحية وعلمية، وأسهم في نقل الصور الجميلة، والمشاهد المتميّزة لكثير من البلدان، وطبيعتها الجغرافية، وظروفها المعيشية، وسلّط الضوء على تاريخ البلدان، وأفكار سكانها، وعاداتهم وتقاليدهم.  يهدف هذا البحث إلى الكشف عن تقنيات السرد في رحلات عبد العزيز المسلم التي ضمنها في كتابه الموسوم بـ: (مدائن الريح: رحلات في العالم)، منطلقا من عدة إشكاليات أبرزها: ما التقنيات السردية التي تحتويها مدونة (مدائن الريح: رحلات في العالم) لعبد العزيز المسلم؟ وما أهم عناصرها؟ وكيف وظف الكاتب عناصر السرد في نصه الرحلي؟ ولتحقيق هدف الدراسة، والإجابة عن إشكالياتها استعنت بالمنهج البنيوي؛ كونه يرتكز على تحليل وحدات النص وبناه المتنوعة من حيث: (الراوي/السارد ومخاطباته المتنوعة، المدة الزمنية للرحلات"حركة السرد"، سرد المكان، العجائبي والغرائبي)، وبالتالي نستطيع من خلال هذا المنهج معرفة طبيعة شبكة العلاقات المتداخلة في هذه البنى الداخلية. واقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى محاور أساسية هي: مدخل حول مفهوم أدب الرحلة  وخصائصه، والحديث عن الكاتب ورحلته، ثم الوقوف على الذات المركزية لنص الرحلة: وهي طريقة عرض الكاتب لمشاهداته في رحلاته  من خلال: (الراوي- المُبَئِّرُ ) و(الراوي – الشخصية). وتناولنا أنواع مخاطبات السارد من حيث الوظيفة: (تعليمية، اتصالية، وإيديولوجية). إضافة إلى سرد الزمان من خلال حركات السرد الواردة في النص: (الخلاصة، الحذف، والوقفة الوصفية)، وتناولت الدراسة سرد المكان الذي شكل مساحة بارزة في رحلة الكاتب، وأخيرا الغرائبي والعجائبي، وهي عناصر أضافت التشويق والدهشة في النص الرحلي. وفي آخر المطاف، توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها: أن النص الرحلي للكاتب يتميز باعتماده على التسجيل الوصفي والحكائي، وينقل الكثير من المعلومات، وتتوالى في وصفه تقنيات السرد المتنوعة مثل: (الراوي/السارد، الزمان، المكان، والغرائبي والعجائبي).