هذا البحث يعد محاولة لتسليط الضوء علي عملية التربية الإيمانية، وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع، وذلك في القرن السابع الهجري الذى واجهت فيه الأمة الإسلامية الكثير من العقبات والتحديات التي اقتضت ضرورة أن يكون هناك اهتمام بالجانب العقدي والروحي، وإحياء لجملة من الأخلاق الإيمانية التي صلح بها حال المسلمين، فاستحقوا النصر والتمكين، وكانت لهم الغلبة على عدوهم، وكان (العز بن عبد السلام) أحد علماء الإسلام الذين كان لهم باع كبير، ويد طولي في مجال التربية، فامتازت عنده التربية بجانبها النظري الذي يحوي الأسس والمبادئ والأصول التي تقوم عليها عملية التربية، وكذلك الجانب التطبيقي العملي الذى يؤكد ضرورة الربط بين القول والعمل، فلا يمكن الفصل بين الجانبين النظري والتطبيقي ولا الاستغناء بوجود أحدهما عن الآخر لكى نصل إلى الصورة المثلى للأخلاق الإسلامية والتطبيق الأمثل للشريعة الإسلامية، وفطن (العز) إلي أن القضاء علي العدو الخارجي لا يتم إلا من خلال توحيد الصف وتحسين الخلق وتعديل السلوك وتربية النفس وتهذيبها بأخلاق وآداب الإسلام فكان العز بصيرا بالأمراض التي تعاني منها الأمة وبالدواء الذي ينبغي استخدامه للتخلص من الداء والوصول إلى السلامة في النهاية، وتوصلت من خلال البحث والدراسة إلي أن (العز بن عبد السلام) وضع بناء تربوي مكتمل الأسس والأركان، فأصل لعملية التربية الإيمانية، ووضع لها الأسس والمبادئ التي تقوم عليها، كما وضح الوسائل والسبل التي تعين علي تنفيذ تلك الأسس، فكانت الغاية والثمرة في النهاية، وقد جاء هذا البحث بعنوان: "التربية الإيمانية في القرن السابع الهجري (العز بن عبد السلام نموذجا)".