فهذا البحث المعنون ب (المناسبات في سورة الإسراء) يؤصل لجانب جديد في جوانب التناسب في القرآن الكريم، وهو التناسب بين اسمي السورة الواحدة، ويهدف إلى إثبات أن السورة الواحدة التي تحمل أكثر من اسم يمكن الربط بين أسمائها ، وكذا الربط بين كل اسم وموضوعاتها، ويهدف كذلك إلى إبراز عمق المناسبة بين مواضيع الآيات وعباراتها وألفاظها وبين المحور العام للسورة ، وقد بينت الشق الأول من خلال بيان اسمي السورة وتوضيح العلاقة بينهما ، ثم عرجت على علاقة كل اسم منهما مع المحور العام للسورة الكريمة.  كما بينت الشق الثاني من خلال اختيار جزء من السورة الكريمة وإبراز المحور العام للسورة من خلاله –وكأنه هو وحده السورة- ثم بينت كيف أن عبارات الآيات الكريمة في هذا الجزء –وكذلك ألفاظها- تتسق تماما مع الموضوع العام للسورة الكريمة .  تكلمت في المقدمة عن أهمية الموضوع وخطة البحث وأسباب اختياره ، وجعلت التمهيد للتعريف بالسورة الكريمة، وبيان العلاقة بين اسميها .  وجعلت الفصل الأول بعنوان وجوه المناسبات في السورة بشكل عام، وفيه مباحث: : المبحث الأول عن علاقتها بجارتها-  المبحث الثاني علاقة اسميها بموضوعاتها  المبحث الثالث علاقة أولها بآخرها  المبحث الرابع عن الموضوع العام للسورة .  وخصصت الفصل الثاني للكلام عن المناسبات في آيات السورة الكريمة ، واخترت ربع (ولقد كرمنا بني آدم) للتطبيق عليه ،   ثم كانت الخاتمة، متضمنة أهم نتائج البحث، وتوصياته .  التزمت فيه المنهج التحليلي، الاستنباطي، حيث قمت بتفسير المفردات والجمل ثم استنباط النتائج من خلالها ، وانتهيت فيه إلى عدة نتائج ، أبرزها أن أسماء السور –باعتبارها توقيفية- لها دلالات وتطبيقات في آيات السورة ذاتها ، كما أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأسماء المتعددة للسورة الواحدة ، وقد ظهر ذلك جليا في اسمي هذه السورة المباركة ، كذلك موضوع سورة الإسراء الرئيس هو "التكريم والتفضيل" .. تكريم المسجد الأقصى، وتكريم القرآن لذويه، وتكريم المجتمع المسلم، وتكريم الله للبشر على الجن، وتكريم الله للإنسان. أخيرا يوصي الباحث بضرورة تثوير المناسبات في أسماء السور فذلك باب كبير من الجمال القرآني.