يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل الطرز المعمارية والفنية لمساجد الزمالك في عصر الملك فاروق، والذي يبلغ عددهم في ذلك العصر مسجدين فقط تم تصميم كلًا منهما بطراز مختلف عن الآخر، المسجد الأول هو مسجد حسن باشا نشأت الذي تم إنشاؤه عام 1942م، واتخذ في طرازه الفني تأثيرات متنوعة من الطراز الفاطمي والمملوكي، أما تخطيطه المعماري فاتخذ نمط التخطيط الغير تقليدي أو ما يُطلق عليه التخطيط ذو الأروقة دون الصحن، حيث يتكون المسجد من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة، ويلاحظ بهذا المسجد وجود قبة دفن أُلحقت به بالجهة الشمالية الشرقية للمسجد، وقد كانت ظاهرة إلحاق المدفن بالمساجد منتشرة في مصر منذ العصر الأيوبي، أما المسجد الثاني فهو مسجد الجزيرة الذي أعاد الملك فاروق بناؤه سنة 1945م، وتم بناؤه على النمط الذي يُطلق عليه بعض الباحثين اسم المدرسة الإحيائية الذي يستخدم فيه المعمار الطراز المملوكي المستحدث في الواجهات أما تخطيطه اتبع الطراز العثماني الوافد والذي أطلق عليه بعض الباحثين الطراز المتعامد الذي يعتمد في تخطيطه على وجود أعمدة بالوسط تحمل شخشيخة بدلًا من القبة المركزية ويتعامد عليها أربع مساحات مستطيلة كانت تغطى بأنصاف قباب وأربع مساحات ركنية كانت تُغطى بقباب صغيرة، إلا أنه في مساجد العصر الحديث أصبحت التغطية بسقف مسطح، ويلاحظ بهذا المسجد أيضًا وجود مساحة خارجية مكشوفة تلتف حولها من ثلاث جهات ثلاثة أروقة يغطيها سقف مسطح، وربما يذكرنا ذلك بالحرم الذي يتقدم بيت الصلاة بالمساجد العثمانية.