تقديم:

شكلت النقوش الصخرية ميراث حضارات وشعوب تفاعلت وتعايشت على امتداد آلاف السنين، وتعكس الرسوم المنقوشة والمرسومة جزءا من السلوك الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للإنسان القديم الذي أنجزها، حيت مكنتنا دراستها من التعرف على هذه الثقافات والحضارات التي لا زالت بعض مظاهرها تطبع ثقافتنا الحالية.

تعتبر منطقة آسا الزاك تجمعا هاما لمواقع الفن الصخري، حيث تربط تاريخيا وثقافيا بين مواقع درعة الوسطى والساقية الحمراء، وأتاحت لنا هذه المواقع فرصة علمية لإعادة تركيب وبناء صورة تاريخية تقريبية لجل التركيبات السوسيو اقتصادية في الامتداد الصحراوي وشبه الصحراوي، ويتميز التراث الصخري المنقوش بآسا الزاك بتنوع موضوعاته وامتداد فتراته الزمنية التي جعلته يحتل مكانة بارزة في البحث العلمي، لاسيما في المجال الجغرافي لدرعة السفلى وامتداداته الثقافية المادية القديمة بالجنوب المغربي.

• أسباب اختيار الموضوع:

من الدوافع التي جعلتنا نختار موضوع النقوش الصخرية هو رغبتنا في المساهمة المتواضعة في الجهود العلمية المبذولة لتعريف مجموعة من المواقع الأثرية في الجنوب المغربي. بالإضافة إلى ذلك، يعود اختيارنا إلى وجود عدد من النقوش الصخرية في منطقة آسا الزاك، والتي لا تزال غير معروفة بشكل كاف، خاصة أن بعضها يقع في مناطق ملغمة، مما يجعل الوصول إليها صعبًا إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الحالي.