استهدفت الدراسة التعرف على سمات الخطاب الرقمي لجماعات الحبة الحمراء العربية المناهضة للمرأة، من خلال رصد وتحليل وتفسير محتوى حساباتهم في موقع فيس بوك، حيث تم تطبيق الدراسة على كلٍ من صفحة إيجي ريد بيل (Egy Red Pill) المصرية، ومجموعة ريد بيل إسلامي (النخبة) Red pill islamic المغربية، في الفترة من بداية أغسطس حتى نهاية أكتوبر 2024، واستندت الدراسة في إطارها النظري إلى نظرية العنف الرمزي، واستعانت بمنهجية التحليل النقدي للخطاب وفقًا لرؤية (فان دايك)، واستخدمت أدوات تحليل الخطاب متمثلة في تحليل الأطروحات، وتحليل مسار البرهنة، وتحليل القوى الفاعلة، وتحليل الأطر المرجعية، وتحليل السياق، ومن أهم ما توصلت له الدراسة أن جماعات الحبة الحمراء العربية في مـــوقع فيس بوك مارست عنفًا رمزيًا من خلال تبني خطابها لأطروحات تعزز من الهيمنة الذكورية، وتعيد إنتاج صور نمطية عن المرأة، وتروج لفك الارتباط مع المعايير الاجتماعية السائدة، وتدعو لإعادة بناء رؤية العالم على أساس "حقائق البيولوجيا" أو "القوة الطبيعية" بين الرجال النساء، معتمدة في ذلك على أساليب التعميم والتضليل والتحيز الجنسي، وفي المقابل، ومن ناحية أخرى، قدَّم خطاب الحبة الحمراء نفسه وسيلة تحرر من العنف الرمزي ممثلًا في تصوير المجتمع للذكورة التقليدية بأنها ضارة أو سامة، داعيًا الرجال إلى ابتلاع الحبة الحمراء لفهم الحقيقة، وتكمن خطورة الخطاب الرقمي لجماعات الحبة الحمراء في شرعنته لسياسات الإقصاء أو التمييز بناءً على أساس طبيعة الجنسين، ومن ثم تعزيز الانقسام بين الجنسين، وتصوير العلاقات بينهما على أنها لعبة قوة وصراع على الهيمنة.