هدفت الدراسة لإجراء تحليل كيفي وكمي لخطاب الإعلام النسائي عبر موقع الفيديو التشاركي YouTube، لتحليل المحتوى ذي العلاقة بقضايا الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، لتحديد الأطروحات المتضمنة بالخطاب وأهداف طرحها، والكشف عن دلالات معاني الموضوعات، وتحليل القوى الفاعلة، ومسارات البرهنة والإقناع المستخدمة، مع بيان رؤية القائم بالاتصال في الإعلام النسائي الجديد نحو الاستراتيجية موضوع الدراسة؛ من خلال الكشف عن مدى وعي القائم بالاتصال في الإعلام الرقمي واهتمامه بها، ورصد أولوياته نحو عرض محاورها الوطنية واتجاهاته نحوها، مع توضيح العوامل المؤثرة على تناوله لها. وتعد من الدراسات الوصفية الكيفية التي استخدمت منهج المسح الإعلامي وأداتي تحليل الخطاب والمقابلة المتعمقة.
     وكشفت نتائج الدراسة عن اهتمام كبير من منصة المجلس القومي للمرأة بقضايا تمكين المرأة بنسبة 70.1% من محتواها بمنصة يوتيوب؛ مقابل اهتمام ضئيل من منصة قناة هي 1.1% فقط رغم كثافة إنتاجها. كما أوضحت النتائج ضعف تسويق المحتوى على المنصتين؛ حيث ضعفت أعداد المشاهدات والمشاركات، وعدد مرات الإعجاب، وبالتبعية أعداد التعليقات، واختفى الرد على التعليقات تمامًا. وعلى مستوى الخطاب شكلت أطروحات حماية المرأة وأمنها الجزء الأكبر من خطاب منصة يوتيوب للمجلس القومي للمرأة لا سيما الأطروحتين الفرعيتين (مناهضة ختان الإناث والسيدات، والعنف الأسري)، بينما تبنَّى خطاب منصة يوتيوب قناة هي أطروحات قضايا التمكين الاجتماعي للمرأة بالتركيز على أطروحتي تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية للمرأة، وتعليم المرأة. وقد أشارت نتائج القائم بالاتصال إلى كبر حجم الاهتمام بالاستراتيحية من قبلهم؛ حيث رأى (59.3%) أن اهتمام مؤسساتهم كبير بها سواء من ناحية تغطية الأحداث والفاعليات المرتبطة بها، أو من ناحية طرح موضوعات تتعلق بها، في حين أشار (40.7%) منهم أن مؤسساتهم تهتم بالاستراتيجية إلى حدٍّ ما. وصنفوا مساقات الاستراتيجية حسب أهميتها بالنسبة لهم، حيث جاء التمكين الاجتماعي أولًا، ثم حماية المرأة، يليه التمكين الاقتصادي، ثم التمكين السياسي في المرتبة الأخيرة حسب رؤيتهم.