تهدف هذه الورقة إلى تقديم مراجعة بحثية بشأن واحدة من الافتراضات الأساسية لنظرية "المجاز المفهومي" والتي قدمها جورج لاكوف وجونسن (١٩٨٠) في كتابهما "المجاز الذي نحيا به" والتي تشير إلى أن المجاز يشكل الطريقة التي نفكر بها في العالم؛ فهم يحاولان تأكيد كون التمثيلات المعرفية للمفاهيم الملموسة(مثل المساحة المادية) يمكن أن تؤثر في كيفية فهمنا للمفاهيم المجردة (مثل القوة) والذي قد يتبدى في تعبيرات من قبيل (القرر الآن بيد السلطة العليا ، مصر فوق الجميع). وعلى الرغم من وجاهة هذه النظرية وما شكلته من تأثير في العديد من التخصصات إلا أنه لا يزال هناك جدل متصل بالواقع النفسي لها.
في السطور التالية سنحاول الباحثة تسليط الضوء أكثر على الطرق المختلفة التي لجأ إليها الباحثون في علم النفس المعرفي من أجل التحقق من صحة هذه النظرية إذ تعددت نواحي التحقق من الواقع النفسي لنظرية المجاز المفهومي بتعدد طرق فحص المجالات المفهومية، وحيث يمكن إجمالها في ثلاث طرق أساسية:(النهج العصبي، نهج الأحكام الفيزيائية، نهج المعالجة المعلوماتية للنصوص بشقيها: المعالجة غير الآنية والمعالجة الآنية للمعلومات).