تواجه المدن المعاصرة تحديات بيئية متزايدة تتطلب حلولًا مبتكرة ومستدامة لضمان استدامة الموارد البيئية وسلامة المجتمعات. في هذا الإطار، تبرز الحوكمة البيئية كأداة استراتيجية لتعزيز الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية، خاصة في ظل تراجع قدرة النظم البيئية على التكيف مع المخاطر والمستجدات البيئية. ويرتكز تفعيل الحوكمة البيئية على تنسيق الجهود بين المؤسسات، وتكامل السياسات والإجراءات، وفي ظل سعي دول العالم إلى توفير بدائل مختلفة للطاقة لكيلا يبقي أمنها الوطني ومصيرها معلق بمصدر طاقة غير متجدد وهي الطاقة الأحفورية، حيث تمثل الطاقة النووية أبرز البدائل التي بدأت تحتل مكانة كبديل من بدائل النفط ذلك لكونها لا تؤثر سلباً علي البيئة، ومن هنا يهدف البحث اقتراح إطار لتفعيل دور الحوكمة البيئية في تحقيق عمليات الإدارة البيئية المتكاملة، مع التركيز على مدينة الضبعة كنموذج تطبيقي في ضوء التوجهات السياسية والإقليمية لها بإنشاء محطة طاقة نووية والتحديات التي تواجهها، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين الأطراف المختلفة وضمان تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، ولتحقيق الهدف من البحث سيتم دراسة مدخل الحوكمة البيئية من حيث المفهوم والأهداف والمبادئ التي يقوم عليها ومنهجيته وتقديم تعريف موجز لمصطلح الحوكمة البيئية، ومن ثم عرض تكامل الحوكمة البيئية ضمن عملية الإدارة البيئية المتكاملة، وخلص البحث إلي اقتراح إطار لتفعيل دور الحوكمة البيئية في تحقيق عمليات الإدارة البيئية المتكاملة يشمل 6 مراحل، وسيتم تطبيق الإطار على مدينة الضبعة وصولا إلى تحليل تأثير تطبيق الإطار المقترح علي توزيع استعمالات الأراضي والوظائف وشبكة الحركة بمدينة الضبعة في ضوء دور الحوكمة البيئية في تحقيق الإدارة المتكاملة في المدينة ووجود محطة الضبعة النووية كأحدي المستجدات علي المدينة، وسوف يتم الاعتماد علي برنامج GIS.