محافظة الشرقية من محافظات جمهورية مصر العربية التي تتميز بالطابع الزراعي منذ القدم فتربتها الخصبة كانت سبب في إعادة زراعة العديد من النباتات التي لم تكن تزرع في مصر أو كانت تزرع ولكن اندثرت مع الوقت، ومن ضمن مراكزها توجد قرية القراموص التي تم زراعة نبات البردي بها علي يد الدكتور أنس مصطفي عام1977م، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه القرية هي الوحيدة على مستوي العالم التي تزرع بنات البردي الذي يعود الي المصري القديم فمازال يستخدموه كمصدر دخل أساسي  ،في قرية القراموص ، يمكن رؤية القرويين من مختلف الأعمار يحملون أعواد نبات البردي من المزارع إلى ورشهم. ويتم هناك معالجة هذه الأعواد وتصنيعها حتى تصبح في شكل هدايا تذكارية ذات الطابع الفرعوني القديم.     ولكن مع التطور في صناعة الورق العالمية لم يعد يستخدم ورق البردي كما كان فقط يستخدم مع السياحة كمخطوطات أو طباعة الصور أو الكروت أو اللوحات ..........، وكانت القراموص تقوم بزراعة أكثر من 500 فدان من نبات البردي حتى تقلصت المساحة إلى 50 فدانا، وكان هناك حوالي 600 ورشة لصناعة ورق البردي انخفضت تدريجيا إلى 30 ورشة ، لان العمل فقط مرتبط بالسياحة  ومواسمها ، مما جعل كثير من سكان القرية يتركوا الزراعة ويتجهوا الي العديد من النباتات التي تأخذ دورة زراعة اقل ،وتعود بالعائد المادي عليه ،ومن ثم أصبحت عدد الأراضي والسكان المهتمين بذلك المجال والصناعة في تناقص كبير مما سوف يؤدي بدورة الي الاندثار التام. وهذا هو ما دفع الحكومة إلى العمل على إدراج صناعة البردي في قرية القراموص ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لا سيما ضمن قائمة الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي لإيجاد العديد من الأسواق التي تساعد في استمرار الزراعة على المدي البعيد.