تلعب الرموز دورًا محوريًا في الأدب والفن، حيث تتجاوز الكلمات المباشرة لتغوص في أعماق المعاني والإيحاءات التي تعكس قضايا أعمق من سطح النص، ويُعتبر المسرح واحدًا من أبرز الفنون التي تعتمد على الرمزية لنقل رسائلها، إذ تتيح الرموز للمؤلفين والمبدعين فرصة لتوجيه النقد الاجتماعي والسياسي بشكل غير مباشر، مما يضفي على العمل المسرحي جاذبية وعمقًا يجذب المتلقي ويثير تفكيره، ففي هذا السياق تأتي مسرحية "آه يا بلد" للكاتب وحيد حامد كأحد الأعمال التي تتجسد فيها الرموز بشكل واضح، حيث استُخدمت الرموز بعناية لتعكس قضايا وهموم المجتمع المصري، كما تهدف الدراسة إلى استكشاف دلالات الرموز في مسرحية "آه يا بلد"، وتحليل دورها في بناء الشخصيات وتطوير الأحداث، وكذلك في إيصال رسائل نقدية تجاه قضايا المجتمع، من خلال هذا التحليل تسعى الدراسة إلى إظهار عمق رؤية الكاتب "وحيد حامد" في استخدام الرمز كأداة فنية، وكيفية إسقاطه للقضايا الواقعية على المسرح بطريقة فنية تثير التفاعل والتفكير، استخدمت الباحثة المنهج السيميائي؛ لتحديد وتفسير الرموز المستخدمة في المسرحية، وفهم معانيها الظاهرة والخفية، وكذلك تحليل كل رمز في المسرحية على أنه علامة تحمل معنى ودلالة. كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها مايلي:- الرموز لم تكن مجرد أدوات بل هي المرآة التي عرض من خلالها وحيد حامد مواقفه الفكرية والاجتماعية، وملاحظاته النقدية حول الفساد السياسي والظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي. تُساهم الرموز في وضع الذروة الدرامية، تُعزز من المفارقة المريرة بين الوعود الزائفة و الواقع المُر. لم تكن الرموز مجرد أدوات فنية، بل كانت جزءًا من النسيج الدرامي الذي يساهم في تكوين الشخصيات وتحريك الأحداث. كانت أبرز الرموز في الشخصيات متمثلة في العمدة، عيوشة، خفاجة، كما أن الحديث عن الفراخ والكتاكيت يرمز إلى الفلاحين والبسطاء الذين يُعتبرون كأنهم أدوات استهلاكية في يد السلطة، فلا يُسمح لهم بالظهور أو التعبير عن مشكلاتهم الحقيقية. اللغة التي يستخدمها العمدة والشخصيات الأخرى هي رمز للتلاعب والتغطية على الحقيقة القاسية التي يعيشها أهل الريف.